وتزامن تقرير الصحيفة الروسية مع اعراب الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم استغرابها تسريبات وسائل الإعلام حول التحقيق في أسباب وفاة اتشوركين. وحضت واشنطن على تقديم هذه المعلومات عبر القنوات الرسمية.
وقالت في مؤتمر صحافي: "نحن منذ مساء يوم أمس بحسب توقيت موسكو، في حيرة! أمام ما سمعناه من تسريبات في وسائل إعلام أميركية، عن التحقيق في أسباب وفاة مندوب روسيا. نحن نعتبر ان هذه المعلومات يجب أن تسلم للجانب الروسي قبل كل شيء عبر القنوات الرسمية، لإخطار عائلته وأقاربه، بنتائج الفحص".
وزاخاروفا تشير على الأرجح الى تصريح الناطقة باسم كبير الأطباء الشرعيين في نيويورك جولى بولسر التي قالت إن التحقيقات في أسباب وفاة تشوركين قد تستغرق أسابيع. الا أن بولسر وصفت التحقيقات بأنها عادية، و أن الإجراءات تضم اختبار الأنسجة واختبارات التسمم.
انزعاج من مقال
وتزامن هذا السجال الروسي-الاميركية مع تقريرلصحيفة روسية ترجمته وكالة أنباء "روسيا اليوم" ونقلت فيه عن الممثلية الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أن فيتالي تشوركين كان منزعجا كثيرا خلال الأيام الأخيرة بسبب مقال نشر في موقع "بازفيد" "الذي لا يتمتع بصدقية، ولكنه بسبب إتقانه فنون عرض الأنباء يتمتع بشعبية واسعة في الفضاء الإعلامي العالمي".
فماذا يتضمن المقال الذي يمكن أن يصيب ديبلوماسياً مخضرماً بأزمة قلبية؟
تحت عنوان "القضية الغريبة للديبلوماسي الروسي الذي فج رأسه يوم الانتخابات"، حاولت آلي واتكينز في موقع باز فيد الربط بين الموت المفاجئ لمدير القنصلية الروسية العامة في نيويورك سيرغي كريفوف ويدعى سيرغي كريفوف وبين التدخل المفترض للأجهزة الاستخباراتية الروسية في الانتخابات الاميركية.
وعثر على كريفوف ميتاً قبيل الساعة السابعة صباحاً في القنصلية الروسية في نيويورك في الثامن من تشرين الثاني، يوم الانتخابات الرئاسية الاميركية . وكان الرجل فاقداً للوعي مع جرح غير معروف المصدر في رأسه، (صدمة قوية بلغة الشرطة). وفي الوقت الذي وصل اليه رجال الطوارئ كان الرجل قد توفي.
وكانت تقارير أولية أفادت أن الرجل سقط من سطح القنصلية، ولكن مع وصول الصحافيين الى الاماكن، غير المسؤولون القنصليون روايتهم، موضحين أنه لم يهو عشرات الأقدام من سطح القنصلية وإنما تعرض لأزمة قلبية في مكتب الامن وتوفي.
وتضيف واتكينز أنه مع خروج جثة الديبلوماسي من المشرحة في اليوم التالي، كان دونالد ترامب قد صار رئيساً لأميركا، وتراجع الاهتمام بالموت الغريب لكريكوف.
ومن جهتها، أعلنت شرطة نيويورك أن وفاة كريكوف طبيعية وأقفلت الملف، وهو ما لم يقنع الصحافية على ما يبدو التي قررت بعد وفاته بثلاثة أشهر اعادة نبش الملف.
وفي إطار بحثها عن هوية كريفوف، تنسب الصحافية الى تقارير باللغة الانكليزية أنه ضابط أمني روسي في الثالثة والستين ويسكن في مانهاتن. الا أن وكالة سبوتنيك تشير الى أنه مسؤول قنصلي. ووفقاً لتقارير روسية أخرى، كان كريفوف مكلفاً منع التخريب ومنع محاولات التدخل السري في القنصلية. وبناء عليه اعتبرت الصحافية أن عمل كريكوف كان التأكد من عدم اختراق الاستخبارات الاميركية المبنى.
في الخلاصة، توصلت الصحافية الى الاستنتاجات الآتية:
أن كريفوف كان مديراً للقنصلية و"... كان بإمكانه الدخول إلى الأماكن السرية كافة، التي تستخدمها الاستخبارات الخارجية في نيويورك".
- ليس هناك أي شخص مسجل في نيويورك باسم سيرغي كريفوف.
- لم تراجع أسرة كريفوف أي مكتب من المكاتب الخاصة بدفن الموتى في مانهاتن.
- لم تنقل أي شركة طيران جثمان شخص متوفٍ بهذا الاسم إلى روسيا.
ولكن "كومسومولسكايا برافدا" لفتت الى أن صحافية "باز فيد" لم تكلف نفسها عناء إجراء تحقيق مفصل، وخاصة أن جثمان كريفوف أحرق ونقلت زوجته رماد جثته في جرة إلى روسيا. وأن خدمات الدفن قدمها مكتب في بروكلين.
وإذ قال "بازفيد" إن وفاة كريفوف شكلت نهاية لعمليات تدخل الاستخبارات الروسية في الانتخابات الاميركية، ذكرت الصحيفة بأن لموسكو سفارة في واشنطن، حيث يسهل على الاستخبارات استخدامها للوصول إلى المؤسسات الأميركية، إضافة إلى أن بعثتين ديبلوماسيتين في نيويورك – القنصلية العامة والممثلية الروسية لدى الأمم المتحدة.
ولكن ما علاقة وفاة كريفوف بالوفاة المفاجئة لتشوركين؟ تقول الصحيفة الروسية: " من الأفضل عدم معرفة التفاصيل... فبحسب معطيات وسائل الإعلام الأميركية، توفي فيتالي تشوركين نتيجة أزمة قلبية وهو في مكتبه".