تحت عنوان سعر الهواتف في سجن رومية 4000 دولار، كتبت صحيفة "الديار": بلال خضر ابراهيم اسم لم يألفه الناس كونه اشتهر بـ"ابو عبيدة" وذاع صيته في سجن رومية كشاويش لاحد الطوابق فيه وبالطبع عندما يذكر الاخير لا بد ان يترافق مع لقب زميله في العمل "ابو عبيدة".
الاثنان محكومان في قضية "نهر البارد" لكن بلال ابراهيم قضى اكثر من العقوبة التي انزلت به ما يقارب الـ3 سنوات، وفق ما افاد رغم ان هناك قضية اخرى ما زالت عالقة امام القضاء العسكري وهي تتعلق بالسجين غسان القندلي الذي ينتظر ان تنهي المحكمة ملفه للتأكد مما اذا كان انتحر او قتل.
مَثُل "ابو عبيدة" امام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين العبد الله في حضور وكيلته المحامية هلا حمزة وهذه المرة بتهمة تشبه قضية القندلي ولكنه يحاكم فيها منفرداً رغم ان الاسناد اتى انه متهم مع آخرين بقتل السجين محمد نور العرب شنقاً عن سابق تصور وتصميم في 28-10-2013.
هذه الجلسة كانت مخصصة لسماع عدد من الشهود الذين لم يمثلوا امام المحكمة، فتم صرف النظر عن سماع افاداتهم واكتفي بما ورد في التحقيقات الاولية. حيث اكد العميد العبد الله ان الشاهد ايهاب السيد كان الى جانب السجين العرب وهو اكد ان ابو عبيدة اصطحب الاخير عدة مرات الى النظارة وفي احدى المرات رافقه وتحدث اليه في الرواق لمدة 15 دقيقة، في حين افاد السجين محمد الشيخ انه شاهد بلال يضرب محمد في غرفة النظارة عدة مرات، لكن بلال نفى الامر مؤكداً ان العرب بسن والده وهو كان له بذمته مبلغ من المال يحصله منه على دفعات عبر الويسترن يونيون.
لكن رئيس المحكمة سرد ما ورد في افادة والد العرب الذي اتصل به ليعلمه بضرورة نقله الى مكان آخر لانه معرض للقتل وهو يضرب، لكن بلال دافع عن نفسه ليؤكد ان الدين ناتج من شراء وبيع الهواتف الخليوية حيث روى قصة "سوبرماركت" افتتحت في السجن بعد "انتفاضة 2009" فقد غابت الدولة واصبح السجن بادارة السجناء وادخلت الهواتف الخليوية وفتحت "الدكاكين" وكأنك في احد الاحياء وبدأ السجناء بشراء حاجاتهم من هواتف وغيرها. ومحمد العرب كان احدهم واشترى هاتفين دفع هو ثمنهما على ان يسدد له المبلغ من اقرباء له في منطقة الحمراء وقد توالت عملية الدفع لحين لم يعد باستطاعته ايفاء الدين.
وقد برر ما ورد في افادة الشيخ بعد سؤال العميد له عن ضربه للعرب ان الاخير استدان منه ايضاً وهناك عدة دعاوٍ رفعها ضده لافتاً الى ان كل شخص لا يستطيع سدلد دينه كان يعطي حجة الضرب والتعذيب ليتم نقله الى مبنى آخر، وبذلك يهرب من تسديد دينه مؤكداً ان مجموع دين العرب وصل الى 6000 دولار لان سعر الهاتف الخليوي وصل الى ما يقارب الـ 1500 دولار وقد اشترى 3 هواتف باع احدهما بسعر منخفض ليتمكن من ايفاء دينه، لافتاً الى ان بعض الديون كانت تصل قيمتها الى نحو 15 الف دولار كما ان سعر هاتف معيّن يتراوح بين 3000 دولار و4000 دولار.
وقد اكد بلال ما ورد في افادته عن ارسال صهره الى منطقة الحمراء لتحصيل دين العرب ولكن لمرتين متتاليتين لم يحضر الشخص الذي كان يدفع المال عن العرب، لافتاً الى ان العرب كان مديوناً للعديد من السجناء.
وقد انتهت الاسئلة بمرافعة النائب العام المفوض القاضي داني الزعني الذي طلب تطبيق مآل الاتهام. في حين اكدت وكيلة "ابو عبيدة" ان "هذه الجريمة التي استهدفت حياة انسان لم يثبت فيها آثار تعذيب وعنف وذلك منذ لحظة كشف الطبيب الشرعي على الجثة. كما انه من المؤكد والثابت علميا انه في حال تعرض احدهم للشنق فان ارادة الحياة تتغلب على الموت اذ يحاول الشخص تخليص نفسه وان كان مكبلاً فمن الطبيعي ان تظهر علامات غرز لاظافره في محاولة للفرار. كما ان عملية الشنق في نظارة لا يتجاوز عرضها المتر ونصف وطولها الـ 12 متراً وهي التي يتم استقبال المساجين فيها لحين توزيعهم على الغرف، فهل من المعقول ان يكون موكلي قد اصطحبه الى هذه النظارة وقتله ولم يعلم احداً في الامر مؤكدة ان هناك رسالة نصية وردت على "الواتس آب" الخاص بالعرب عند الساعة السادسة والـ11 دقيقة والذي كان آخر ظهور له عليها: "احبك يا امي الله يجمعنا سوا" وهي رسالة انتحار يتركها كل شخص يريد انهاء حياته".
ومما جاء في مرافعة حمزة ان تأكيد القتل يجب ان يترافق مع دليل جازم وقاطع وليس افادات اشخاص دون دليل حسي فما هي مصلحة موكلي في قتله فهو سيفقد ماله وهو الذي لديه مبالغ عديدة في ذمة السجناء فهل يقوم بقتلهم لتحصيلها؟
وقد انهت مرافعتها طالبة اعلان براءته مع تأكيدها على الرسالة النصية للعرب. وقد طلب "ابو عبيدة" انهاء ملفه، لافتاً مرة اخرى الى ان بعض الديون وصلت الى 100 الف دولار لسجين واحد.