المكتب الإعلامي في دار الفتوى سارع الى اصدار بيان أكد فيه أن "المكتب الإعلامي كان قد أبلغ المرشحة الرئاسية عبر أحد مساعديها بضرورة وضع غطاء الرأس عند لقاء سماحته كما هو البرتوكول المعتمد في دار الفتوى. وعند حضورها إلى دار الفتوى فوجئ المعنيون برفضها الالتزام بما هو متعارف عليه رغم تمني المعنيين عليها وإعطائها الغطاء، رفضت وخرجت دون إتمام اللقاء المتفق عليه مسبقا مع سماحته". وأسفت دار الفتوى لهذا التصرف "غير المناسب في مثل هذه اللقاءات".
اتهامات متبادلة
لوبن ردت على البيان، في حديث مع الصحافيين المرافقين لها، مؤكدة ابلاغها دار الفتوى في الامس أنها لا تغطي رأسها، ولم يبادر المعنيون إلى إلغاء الموعد، فاعتقدت أنهم وافقوا على ذلك، معتبرة انهم سعوا إلى فرض ذلك عليها ووضعها تحت الأمر الواقع قائلة "لا يمكنهم وضعي تحت الأمر الواقع"، كلام لوبن نفاه مدير الإعلام في دار الفتوى، خلدون قوّاص في اتصال مع "النهار" حيث شدد أن المرشحة الفرنسية لم تبلغهم برفضها وضع الحجاب، وشرح "طلبنا منها عبر مستشارينا ان تجلب حجاباً معها، قالت ok، وحين وصلت من دونه قدمت لها غطاء ابيض بيدي فرفضت".
وعن استقبال شيخ الازهر للوبن من دون حجاب، قال "لا علاقة لنا به، هذا بروتوكول عندما يلتقي المفتي شخصيات نسائية في حرم دار الفتوى تضع على رأسها خماراً، ولا علاقة للدين بذلك، فعند زيارة البابا تضع بعض النسوة غطاء على رؤوسهن من باب الوقار والاحترام".
"لهذا رفضت وضع الحجاب"
لكن لماذا هذا الرفض والاصرار على عدم وضع الحجاب والغاء الزيارة من أجله؟ وهل الأمر مقصود من قبلها كما اعتبر البعض؟ عن ذلك علٌّق الخبير في الشؤون الأوروبية تمام نور الدين في اتصال مع "النهار" قائلا "كونها تناضل منذ دخولها المعترك السياسي لا بل منذ ولادتها من اجل حرية المرأة وضد الهيمنة الذكورية، فكيف تقبل على نفسها من اجل كسب عدة اصوات في الانتخابات ان تتخلى عن مبادئها". وأضاف "على الرغم مما يقال عنها انها ضد الاسلام قامت بالخطوة الاولى وقررت زيارة مفتي الاسلام، الذي كان من المفترض ان يتلقف الامر وان يكون مفتي الجمهورية وليس طائفة". واعتبر نور الدين أن الامر مقصود من قبل دار الفتوى"لتوجيه الاتهام لها انها ضد الاسلام خاصة بعد تصريحها عند خروجها من منزل الرئيس سعد الحريري عن الرئيس بشار الأسد".
نور الدين متأكد من أنه "لو كان وضع الحجاب سيربح لوبن الانتخابات لن تضعه ولو لدقيقة.
إقرأ أيضا : مارين لوبن تتابع حملتها الإنتخابية من لبنان.. ولمَ لم تلتق المفتي دريان؟
الأزهر يوضح
وعما اذا كان الاسلام يفرض على رجل الدين مقابلة المرأة بالحجاب؟ وعن عدم وضع لوبن الغطاء على رأسها عند زيارة شيخ الازهر أحمد الطيب، علق شيخ الازهري عبد العزيز النجار في اتصال مع "النهار" بالقول "لا يوجد في الاسلام ما يمنع ان يلتقي احد المسؤولين امرأة عارية الرأس لقضاء حوائجها، بشرط ان يلتزم بالضوابط الشرعية مثل غض البصر، وعدم الخلوة الشرعية، لأن هذه من الحقوق التي يكفلها القانون وتكفلها الاديان، واذا كانت هناك ثمة مخالفة شرعية فان هذه المخالفة بينها وبين الخالق جلّ في علاه، فهي أمور لا تتعلق بالآخرين، ولا يحاسب عليها أحد من البشر أحداً آخر مهما كانت درجته الدينية او القانونية".
سلوكيات ظاهرة
وأضاف: "الله عز وجل قال الى نبيه محمد (ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، فليست من الحكمة ان يظهر الاسلام بصورة انه لا يتعامل مع الآخر الا من خلال سلوكيات ظاهرة، والا الامتناع يدلّ على غلظة وشدة في التعامل مع ان الله قال لسيدنا محمد "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، والنبي يقول "هلك المتنطعون" ،اذا ينبغي ان يكون المسلم هيناً ليناً، سمحاً، يتعامل مع الآخرين ببشاشة ترغّب بالاسلام ولا تنفر، تجمع ولا تفرق".
من وقع بالفخ؟
الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انقسموا حول ما حصل، منهم من اعتبر أن لوبن تقصدت الاشكال، والبعض الآخر وجه اللوم الى دار الافتاء، ومم كتب:
"رفضت ماري لوبن دخول دار الفتوى بعد ان طُلب منها وضع حجاب على رأسها للقاء المفتي، علما ان الفاتيكان يلزم الزوار بوضع غطاء على رأس السيدات الزائرات والدخول بثياب محتشمة للقاء البابا"
وفي بوست آخر: "رفضت ماري لوبن دخول دار الفتوى بعد ان طُلب منها وضع حجاب على رأسها لمقابلة المفتي، قائلة انها قابلت مفتي الازهر بلا هذا الححاب. وقيل ان دار الفتوى كان جوابه: كل مفتي حر بدارو !! غدا سيقال تنازل اليمين المتطرف للاعتدال فيما الاخير لازم التعنت... وقع دار الافتاء بالفخ".