من تحت الأنقاض عادت الطفلة السورية آية للحياة، بعدما دفنت بين الركام إثر قصف صاروخي لمنزلها في حي تشرين بالعاصمة السورية دمشق، لكن صرخات والدتها المفجوعة الخائفة "دورولي عليها .. اسمها آية" كانت أقوى من الموت الذي ينشره نظام الأسد بين المدنيين في كافة أنحاء البلاد.

ونشر فريق الدفاع المدني السوري في دمشق، عبر صفحتهم الرسمية في "فايسبوك"، مقطع فيديو لسيدة تستنجد بالمنقذين لإخراج طفلتها من تحت الأنقاض، في حي تشرين الدمشقي، بعد تعرضه لقصف من قوات النظام بصاروخ أرض أرض. كانت متمسكة بآخر خيط من الأمل كي لا تتحول ابنتها إلى ضحية أخرى تضاف لأكثر من 24578 طفلاً قتلوا منذ انطلاقة الثورة السورية وحتى مطلع شباط الجاري، حسب إحصائيات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

 

 

وظهرت السيدة وهي تقول لفريق الدفاع المدني الشهير باسم "الخوذات البيضاء"، أن ابنتها اسمها آية، مشيرة إلى المكان الذي دفنت فيه الطفلة تحت الأنقاض. ليتقدم عدد من عناصر الفريق ويستخرجوا الطفلة ببطء من تحت الركام الذي غطى جسدها بالكامل، في وقت كان بكاء آية المتألمة يعلو، لتخرج أخيراً من بين الأنقاض وهي منهكة، من دون أن تتوافر معلومات عن حالتها الصحية بعد.

الجريمة الجديدة للنظام تأتي بعد أيام من فيديو للطفل السوري عبد الباسط طعان صطوف، الذي فقد ساقيه إثر قصف للنظام بالبراميل المتفجرة في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، وهو الفيديو المؤثر الذي نادى فيه عبد الباسط والده "بابا شيلني" بعدما وضعه والده المذهول من الفاجعة على الأرض قريباً منه.

وهكذا تتحول عبارات "بابا شيلني" و"دورولي عليها" وصور إيلان الكردي وعمران دنقيش وغيرها من المآسي الإنسانية في البلاد، إلى لحظات تاريخية ضمن الأرشيف الدموي السوري الذي يوثق المأساة الإنسانية بحق المدنيين والأفراد البسطاء الذين قتلتهم الحرب بأبشع الطرق ومن دون أي ذنب.

يذكر أن النظام السوري يشن هجوماً شرساً على أحياء تشرين والقابون وبرزة في العاصمة دمشق لليوم الثالث على التوالي، وهي تطورات تأتي من طرف النظام تمهيداً لما يسميه النظام "معركة الغوطة الكبرى"، في وقت قال فيه "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن 16 شخصاً قتلوا في معارك حول القابون منذ السبت،  وهو أكبر رقم يسجل هناك منذ أكثر من عامين.