اضطرَ المطران راعي أبرشية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران عصام درويش الى رفع الصوت. والسبب فضيحة يتم تناقلها عبر "واتساب". فقد تحوّل تطبيق التواصل الاجتماعي المذكور منصة للفضائح التي تطالُ أعراض العائلات. وقد بلغ الأمر ذروته في الأسبوعين الماضيين، عندما قام أفراد بتسريب تسجيلات صوتية، وصور وأفلام فيديو لعلاقات جنسية بهدف فضح خيانات زوجية، إما بغرض الابتزاز المالي وإما للتشهير انتقاما وتصفية لحسابات. وعوض أن يقابل فعل المسربين بالادانة وبافعال تردع التمادي بالمتاجرة باعراض العائلات، بدءا بتقريع من لم يتوانَ عن اعادة ارسال التسجيلات والصور والافلام التي وصلته بدل محوها عن هاتفه، فقد تلقفها البعض بنسبة لا يستهان بها. وبقصد او غير قصد أسهم في تحقيق غايات المسربين عندما انتشرت عبر الهواتف كالنار في الهشيم. فتحوّل فعل الخيانة الزوجية، الذي هو شأن خاص بزوجين، الى فضائحية مجتمع، ممن شاركوا في جرم التسريب، عبر مشاهدتهم واستماعهم واستمتاعهم وتناقلهم لخيانة مزدوجة، من دون ضمير رادع، للتداعيات تدميراً لحياة ضحايا التسريب وسمعتهم ومستقبلهم المهني، ولا حتى رأفة بأولادهم وباقي افراد عائلاتهم.
نداء من القلب
فوجه المطران درويش "نداء من القلب" الى اهالي زحلة، عقب إجتماع، عقده اليوم في مطرانية سيدة النجاة في زحلة، لممثلين عن مجلس الكهنة، اللجنة الروحية، اللجنة الإجتماعية، اللجنة القانونية ولجنة المرأة والجمعية الخيرية الكاثوليكية ولجنة العائلة. واستهل نداءه مستشهدا بالانبا انطونيوس: "يا أولادي اهربوا من النميمة ولازموا السكوت، لأن الساكت مقامه عند الله في زمرة الملائكة. الموت والحياة يعتمدان على القريب. لأننا اذا ربحنا أخانا، فإننا نربح الله، واذا ما أعثرنا أخانا، نخطأ الى المسيح".
وتابع "أيها الأبناء الأحباء، فيما تستعد الكنيسة لبدء الصوم الأربعيني المقدس الذي هو زمن توبة ومراجعة وصلاة، أتوجه اليكم اليوم وقلبي ملؤه الحزن على الحالة التي وصلنا اليها، والتي لم تشهدها مدينتنا زحلة من قبل، الا وهي حالة الفلتان الأخلاقي والنميمة والإستخفاف بأعراض الناس التي نستنكرها أشد الإستنكار، وقد صارت الوسائل الإلكترونية للتواصل الإجتماعي طريقاً لبث الشر والشكوك في مجتمعنا. إننا ندعو كل من يشارك بها أن يعي خطر ما يقوم به وتأثيره عليه وعلى خلاص نفسه كما يقول السيد المسيح " الويل لمن تقع عن يده الشكوك" (لوقا 17/1 ). فما يحصل الآن هو من أخطر الشرور التي تدمر العائلات والمجتمع والكنيسة والأخلاق، ولا ننسى أن الشيطان يدخل من باب تدمير الأسرة كما قال قداسة الحبر الأعظم فرنسيس في تصريحه الأخير. لقد أوصانا السيد المسيح بالمحبة " أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا احببتكم"، وبمحبتي لكم وبحرصي عليكم أدعوكم أن تحبوا بعضكم وتحافظوا على كرامة بعضكم، فنحن ابناء الكنيسة جسد المسيح الواحد. إن ما يحصل من انتهاك للحرمات وهدر للكرامات له تأثير سلبي كبير يطال ليس فقط من لهم علاقة ولكن أيضاً عائلاتهم وأولادهم وأهلهم، وهذه خطيئة يتشارك فيها كل من يفعل الشر ويشترك بنقل النميمة في السر أو في العلن. عارٌ علينا ان نشارك بالفتك بالآخرين وأعراضهم وتدمير العائلات ونقل أحاديث صحيحة كانت أم خاطئة، بل يجب علينا العمل على اصلاح أنفسنا ومَن حولنا. لذلك أدعو عائلاتنا كلها الى الإحاطة بأبنائها وتحصينهم بالأخلاق والصلاة اليومية البيتية والمشاركة بالقداس الالهي والصلوات بكل أمانة وصدق. كما أدعو الجميع الى توبة حقيقية لنستحق أن نكون أبناء الله. عسى أن يكون الصوم هذه السنة مناسبة لنعود جميعاً الى أصالتنا المسيحية التي هي حياة جديدة بالكامل، في القول والفكر والممارسة".