عدد سماحة الأمين العام لحزب الله السنوات الخضر التي مرت على الجبهة الجنوبية مع العدو الإسرائيلي الغاشم منذ 2006 وصولا الى 2017 سنة بعد سنة، معتبرًا طبعًا ان هذا الهدوء المخيم على المنطقة بدون سماع صوت رصاصة واحدة ما هو إلا إنجاز ضخم يضاف الى رصيد حزب الله وقوته الرادعة لأي إعتداء ( عمل المقاومة هو القتال لا السلم ).
حتى أن رفع سقف التهديدات في خطابه الأخير انما أدرجه فيما بعد ليس بكونه تهديدا فعليا أو يرمي من خلاله إلى إخافة العدو كمقدمة للوثوب عليه، وإنما هو فقط تهديد ردعي لمنع العدو الغاشم من التفكير بالاقدام على أي " حماقة " وبالتالي فإن الهدف هو أيضا يصب في خدمة إستمرار الهدوء ليس الا، وإطالة أمده الى ما شاء الله.
وهذا المعنى من التهديد الردعي هو ما اخذت قناة الميادين المحسوبة على المقاومة بالترويج له بعد الخطاب الناري، وللتخفيف من حالة القلق التي اصابت الجنوبيين، مستشهدة بمعلومات موثوقة عندها بحرب كانت مقررة على حزب الله في نيسان الماضي الا أن ما حال دون حدوثها يومها هو ايضا خطاب تهديدي مماثل جاء في ذلك الوقت أيضًا.
كنا نتفهم بمرحلة معينة إبان أيام الاحتلال، حين كانت المقاومة تستنزف العدو يوميا، وتشن على مواقعه عمليات تصيبه بمقتل على دوام الساعة، ويسقط له قتلى وجرحى، والنار تحيط به من بين يديه ومن خلفه، كنا نفهم أن يكون مع المقاومة قوة صاروخية تردعه عن محاولة اي تفكير في تعديل قواعد اللعبة يومها، عبر توسيع عدوانه على المدنيين، وبأن يقف عاجزا امام الضربات اليومية، يومها كان للتهديد والوعيد اهمية كبرى.
أمّا وأن الهدوء موجود على طول الحدود، والعدو حقق مبتغاه في أمن الجليل، فما هو المعنى حينئذ للتهديد والوعيد وإستعراض القوة الصاروخية وغير الصاروخية؟ بهدف الإبقاء على هذا الهدوء؟
بمعنى آخر فإن حزب الله يحاول على الدوام أن يقول للبنانيين بأن صواريخه لا ال "1701" هي صاحبة الفضل في إستقرار الجبهة الجنوبية، مع تأكيده على الرغبة بالمحافظة على مفاعيل ال "1701 " وفقط من أجل تبرير إمتلاكه تلك الصواريخ لإستعمالها أينما تقضي الحاجة ولو في أماكن أخرى.
إقرأ أيضا : الهروب إلى فلسطين