إستكمالاً لحملة مكافحة التسول أجرت عناصر قوى الأمن الداخلي صباح اليوم حملة أمنية لسحب المتسولين من شوارع بيروت ونقلهم عبر الباصات إلى أماكن تجمعاتهم السكنية.
وأفادت مصادر قوى الأمن الداخلي في حديث لموقع "لبنان الجديد" عن إجراء حملة لمكافحة التسول في بيروت، مشيرةً إلى أنه "سيتم إعادة الأطفال إلى منازلهم ومساكنهم في منطقة خلدة أو إلى جمعيات مختصة لرعايتهم" كما أفادت.
ومن جهتها أكدت مصادر وزارة الشؤون الإجتماعية على وجود تنسيق مسبق بينها وبين وزارة الداخلية التي تتولى البحث عن الأطفال في الشوارع وبالتالي تقوم الوزارة بإرسالهم إلى جمعيات متعاقدة معها حسب حالة كل طفل.
فالتسول ظاهرة إجتماعية خطيرة موجودة في مجتمعاتنا منذ فترة طويلة، وإستفحل أمرها مؤخراً في ظل التردي المستمر للوضع الإقتصادي ووجود أكثر من مليوني و500 ألف نازح سوري، وهذه الظاهرة تتفاقم يومًا بعد يوم، كما تسبب العديد من المشاكل للأطفال الذين حرموا من طفولتهم، خصوصًا مع إزدياد العصابات التي تستغل الأطفال، لتحقق مصالحها الخاصة فتعرفهم إلى عالم جديد مليء بالمخاطر الجسدية والنفسية عليهم دون حسيب أو رقيب.
قصص كثيرة لهؤلاء الأطفال الذين لا يعرفون سبباً للحياة القاسية التي يعيشونها، وخصوصاً في لبنان الذي يفتقر إلى الجمعيات القادرة على رعايتهم في ظلّ غياب دعم جدي من الدولة والوزارات المختصة... إذ ليس هناك إلا جمعية واحدة تُعنى برعاية أطفال الشوارع وتأهيلهم، هي الجمعية الإنجيلية للرعاية الإجتماعية والتي لا تستطيع حماية الكم الهائل من هؤلاء المتسولين.
فالشكر الكبير لجهود القوى الأمنية في محاولتها للحد من هذه المأساة، ويبقى السؤال هنا أين دور الدولة، ووزارة الشؤون الإجتماعية في مكافحة هذه الظاهرة المأساوية؟