نشر تنظيم داعش تسجيلاً مصوراً يهدد فيه المسيحيين في مصر، ويعرض ما يقول إنها الرسالة الأخيرة للانتحاري المسؤول عن تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة في كانون الأول 2016، الذي راح ضحيته العشرات.
وظهر في التسجيل المصور رجل ملثم، قيل إنه أبو عبد الله المصري، وهو يشجع المسلحين في أنحاء العالم لتحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر، الذين وصفهم بالأسرى.
وقال المصري "أخيراً لإخواني الأسرى، أبشروا أيها الموحدون، لا تهنوا ولا تحزنوا، والله قريباً سنحرر القاهرة، ونأتي لفكاك أسراكم، ونأتي بالمفخخات، والله سنأتي بالمفخخات، أبشروا عباد الله".
وأسفر الهجوم الانتحاري الذي وقع نهاية العام الماضي عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً، والذي استهدف المصلين أثناء قداس في الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية التي تتمتع بتأمين مكثف في حي العباسية في القاهرة.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن المسيحيين يشكلون نحو عشرة بالمئة من إجمالي سكان مصر، الذين يتجاوز عددهم 92 مليون نسمة.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير في أعنف هجوم في مصر خارج شمال سيناء المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة، حيث ينفذ عمليات مسلحة منذ عام 2013. وتوعد التنظيم في التسجيل المصوَّر بشنِّ مزيد من الهجمات.
وقال أحد عناصر داعش في التسجيل المصور ومدته 20 دقيقة "ويا أيها الصليبيون في مصر، فإن هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات إن شاء الله، وإنكم لَهدفنا الأول، وصيدنا المفضل، ولهيب حربنا لن يقتصر عليكم، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون".
وعندما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم الكنيسة حمل بيان إعلان المسؤولية اسم (الدولة الإسلامية في مصر)، وليس ولاية سيناء، مما يوضح أن التنظيم مدَّ عملياته إلى أنحاء أخرى من البلاد.
وقالت الحكومة المصرية في كانون الأول 2016، إن المهاجم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، في حين نفى مسؤولون بجماعة الإخوان المحظورة أي صلة لها بالهجوم، ونددوا به.
الهجوم على الإخوان
اللافت أن تسجيل داعش هاجم الأحزاب الإسلامية الأخرى في مصر، باعتبارها تهادن المسيحيين، أو تجاملهم، مثل حزب النور السلفي أو الإخوان المسلمين، الذين وصفهم التسجيل بالإخوان المرتدين، كما هاجم التسجيل الرئيس المعزول محمد مرسي، ووصفه بـ"الطاغوت".
وقُتل المئات من أفراد الجيش والشرطة في هجمات تنظيم الدولة الإسلامية بشمال سيناء، التي زادت حدتها بعد منتصف 2013، الذي شهد إعلان السيسي -عندما كان وزيراً للدفاع وقائداً للجيش- عزلَ الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر يسودها الوئام بشكل عام، لكن تندلع أعمال عنف بدوافع طائفية بين الحين والآخر. وعادة ما يحدث ذلك بسبب نزاعات على بناء كنائس أو تغيير الديانة أو العلاقات العاطفية.
وبدا أن التسجيل يسعى لتحريض المسلمين على المسيحيين، من خلال نشر كلام لقساوسة ونشطاء مسيحيين فيه إساءة للإسلام، كذلك نشر تسجيلات لمظاهرات قبطية، غالباً ما حدثت خلال أزمات بين الجانبين، وحوت بعض الهتافات التي يمكن أن تغصب المسلمين.