كانت علامات الخوف تُسيطر على طفلة التسع سنوات وهي تقرع جرس منزل خالها لتدخل إليه وتقفل بابه بسرعة. ثياب الفتاة ملطّخة باللونين الأسود والأبيض وخفقان قلبها الصغير يُسمع بوضوح، فيما شحوب وجهها يُنذر بأمر سيء حصل معها.
زوجة الخال التي استقبلت الطفلة المذعورة هدّأت من روعها، قبل أن تستفسر منها عمّا حدث. روت الفتاة أنّه أثناء عودتها من الدكان الملاصق للمبنى وخلال صعودها على الدرج، صودف وجود شخص مجهول خلفها، لحق بها وسألها "هون بيت راني؟"، وعندما أجابته بالنفي سألها عن طولها ووزنها وجسمها، ثمّ طلب منها النوم على الدرج ووسّخ ثيابها بشيء ما.
على الفور، أوقف الشاب "ع.ع" من قبل سكان عين الرمانة، أثناء محاولته الهرب من شرفة درج الطابق الأول، حيث وقع على شلف حديدي أدى إلى إصابته بجرح في كتفه . إقتيد الموقوف للتحقيق حيث نفى بداية صحّة أقوال الفتاة وزعم أنّه صعد إلى المبنى بحثاً عن مختبر أسنان، وأثناء نزوله إلتقى بإمرأة ومعها طفلة، وأنّه وقع على الدرج وجلس يستريح، فاشتبه به شخص وسأله عن سبب وجوده في المحلّة وشهر بوجهه مسدّساً، ما أضطره للهرب إلى الطوابق العلوية طالباً النجدة، فيما لحق به الشاب المذكور ومعه المسدّس ولمّا حاول إزاحته عن رأسه إنطلقت منه رصاصة أصابته في كتفه.
جرت مواجهة "ع. ع" بأقوال الشهود وتقرير الطبيب الشرعي الذي أثبت تحرّشه جنسيّا بالقاصرة، بدليل تطابق البصمة الذكورية الوراثية المرفوعة عن فستانها مع البصمة الذكورية الوراثية المأخوذة منه، فعاد واعترف بأنّه كان في حالة هيجان جنسي عندما كان على الدرج، وهو حاول الوصول إلى النشوة منفرداً، حين صادف صعود الطفلة، وربما يكون وصل القليل من سائله المنوي إلى ثيابها، ولم يتبيّن تعرّض المتهم لإطلاق نار.
وقائع هذه القضية، أوردها الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمّود، والذي قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة بحق الجاني مدّة ثلاث سنوات.