بعد ما نُشر مقال المفتي الشيخ عباس زغيب , والذي يتضمن كلاما نقديّا لسماحة السيد حسن نصرالله بعد خطابه الاخير , وكان المقال قد تضمن موضوعات مطلبية إجتماعية وإقتصادية وسياسية , تصبّ كلها في مصلحة المقاومة وبيئتها , إنهال على سماحة المفتي سيلٌ من الردود المُهينة , جلّها شتم وسُبّة , يخجل القارئ ليس فقط من سماعها بل حتى من التمتمة بها , وتدل الردود على ثقافة مُخيفة في بيئة ما يُسمى ممانعة , هذه الثقافة تقول : يُمنع على اي مواطن النقد والرد وحتى السؤال على القيادة , مهما قال , ومهما كان الموضوع , بالاضافة إلى أن هذه الردود والتعليقات تدلّ بوضوح لا ريب فيه على إدعاءٍ لطالما شنّفت به القيادات آذاننا , ألا وهو إحترام الرأي الآخر .
هذه الثقافة الخطيرة اللادينية واللاأخلاقية لا تمت بأي صلة بأخلاق الكبار وخاصة الشهداء الذين سقطوا من أجل العدالة والحرية ومن أجل ترسيخ الاخلاق الحميدة , وإذ نرى ونسمع مَن يدعي الانتساب للشهداء ويتمثل الدور الذي كانوا فيه روّادا للفضيلة , نسمعهم لا يجيدون غير السبّ والشتم .
لذلك عندما يقول البعض أننا لم ننتصر على العدو , بل هُزمنا شرّ هزيمة , يكون هذا البعض ملتفتا إلى هذه الثقافة الجاهلة والتي أرجعت المجتمع المقاوم الذي لولا وجود القيم الاخلاقية فيه و لما وُجدت مقاومة ولا وجد عز ولا كرامة , إلى عصر عبادة الاصنام بثقافة رجعية متخلفة عن ركب القيم الانسانية والاخلاقية , هذه الثقافة ترسّخت بدل الفضائل الاخلاقية التي قاتل من أجلها الشهداء ومَن ينتظر منهم , من الشرفاء الذين لا تلويهم مسبّة ولا شتيمة , لأنهم كبار وأهدافهم كبيرة , وأصحاب قيَم متمسكون بها مهما أنحدر وتراجع الخطاب السياسي والديني .
نعم , وبكل ثقة وتأكيد , وبلحاظ هذه الثقافة المنحدرة الملتوية المشوّهة , التي أصبحت الخبز اليومي ليس فقط للعوام من الناس , بل لكثير من المثقفين و( رجال الدين ) الحزبيين نقول لقد هُزمنا وهُتكنا .
محمد علي ظاهر