أصبح شائعاً في السنوات الأخيرة استخدام العدسات اللاصقة، التي يمكن أن تسبّب أضراراً صحّية عديدة قد تؤدّي في بعض الحالات إلى فقدان النظر.كانت قد توصّل بعض الأبحاث والمعلومات الطبية في السنوات الأخيرة إلى أنّ للعدسات فوائد عدّة، إن من ناحية تسهيل الرؤية أو العنصر الجمالي، إلّا أنّ أضرار العدسات تنطوي أيضاً على مضاعفات وأمراض عدّة، تثير علامات استفهام كبيرة حول جدوى استخدامها. وحديثاً، حذّرت تقارير طبية من احتمال اصابة كلّ مَن يرتدي العدسات اللاصقة بالعمى، وذلك لارتكابه سلسلة من الاخطاء الخاصة بالنظافة.
فقدان النظر
وفي هذا السياق، كان لـ"الجمهورية" حديث مع الاختصاصي في أمراض وجراحة العين الدكتور وليد حرب الذي قال إنّ "كلمة العمى، مصطلح مبالغ فيه وغير دقيق، لأنه في حال استخدم أيّ شخص العدسات اللاصقة دون الاهتمام بنظافتها وبنظافة القرنية أي المكان التي تثبت فيه العدسة، سيؤدّي ذلك الى تقرّحات في العين والتي إذا لم تعالج في الوقت والطريقة المناسبة، يمكن أن تؤدي الى التهاب التقرّحات على مستوى القرنية فينتج عن ذلك فقدان الشفافية فيها، الامر الذي يؤدي الى فقدان البصر.
ولكنّ لهذه المضاعفات علاجاً نتائجه جيدة ويتمثّل بإعادة زرع القرنية وإعادة البصر، لذلك لا يُعتبر عمى أو فقدان بصر نهائي. وتجدر الاشارة الى أنّ هذا النوع من الجراحة لزرع القرنية يُعدّ من العمليات الجدّية على مستوى العين، وبعد نجاحها يمكن للمريض إعادة وضع العدسات بشكل طبيعي. من هنا نشدّد على جميع الذين يرتدون العدسات اللاصقة الانتباه الى طريقة استعمالها واختيار نوعية العدسة المناسبة، والاهتمام بنظافتها".
الوعي في لبنان
وعمّا إذا كانت عيادات اختصاصيي العيون في لبنان تشهد هذا النوع من الحالات، أشار حرب إلى أنّه "في الفترة الاخيرة ارتفعت نسبة الوعي في لبنان حول هذا الموضوع، فانخفض ظهور العوارض الجانبية والمضاعفات عن السابق، حيث كان هناك عدد لا بأس به من الاشخاص يعانون مشكلات نتيجة سوء استعمال العدسات اللاصقة. ومع العلم أنّ عيادتنا تشهد احياناً بعض هذه العوارض إلّا أنها في الحالات الاستثنائية والمعدودة".
العادات الخاطئة
الى ذلك، أظهر استطلاع لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية أنّ 99 في المئة من أصل 1000 شخص شملهم الاستطلاع، لم يلتزموا بواحدة من القواعد الأساسية لارتداء العدسات اللاصقة.
وتجدر الاشارة الى أنّ عدد مرتدي العدسات الاصقة ارتفع بشكل كبير على مدى السنوات الـ 20 الماضية حول العالم. وأشار التقرير إلى أنّ هذا العدد الهائل من الاشخاص الذين اختاروا العدسات بدلاً من النظارات لتصحيح البصر، يرتكب عدداً من الممارسات الخاطئة، مثل عدم تنظيف العدسة بشكل صحيح.
واعترف أكثر من نصف مرتدي العدسات اللاصقة بأنها قد تظلّ في أعينهم اثناء النوم سواءٌ لليلة كاملة أو لوقت القيلولة فقط. وأشارت نتائج الابحاث إلى أنّ العادات السيّئة تشمل عدم استبدال محلول العدسات اللاصقة واستخدامه لأكثر من مرة، وهو ما يمكن أن يؤدّي إلى التهابات العين المدمّرة والتهاب القرنية الذي يمكن أن يسبّب العمى. وقال التقرير إنّ ما يقرب من ثلث مرتدي العدسات اعترفوا أنهم أصيبوا باحمرار العين والشعور بآلام غريبة.
أمّا المشكلة الأكبر التي كشف عنها التقرير فهي استخدام عدد من الأشخاص الماء لتنظيف العدسات، بالإضافة إلى الاستحمام أو الذهاب للسباحة اثناء ارتدائها وقال الخبراء إنّ هذه السلوكيات تؤدي لزيادة خطر العدوى لأنها يمكن أن تنقل الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الماء للعين، نظراً لأنّ المياه المنزلية تُعدّ غير آمنة للشرب لأنها ليست معقّمة وتحتوي على البكتيريا التي يمكن أن تلوّث العدسات مسبّبةً التهابات العين. ويمكن أيضاً أن تكون الاظافر سبباً في التهاب القرنية وذلك اثناء إدخال أو إخراج العدسات.
طرق وقائية
وفي هذا الاطار، وضع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية عدداً من التوصيات لتجنّب مخاطر العدوى ابرزها:
• غسل اليدين بالماء والصابون وتجفيفها جيداً قبل لمس العدسات.
• خلع العدسات قبل النوم والاستحمام أو السباحة.
• غسل العدسات بمحلول التطهير بعد كلّ مرة تتمّ إزالتها من العين.
• تنظيف حافظة العدسات بالمحلول المعقّم وتخزينها بالشكل الصحيح.
(جنى جبور - الجمهورية)