في عالم الأضواء، دوماً ثمّة سلسلة من النوافذ التي يدخلها عدد من الفنانين في سبيل كسب نجاح أكبر. فما بين الغناء والتمثيل يوجدُ فاصل، مُخيفٌ بقدر ما هو سهل. لم تثبت التجارب، أن أحداً من الفنانين نجح في الغناء والتمثيل معاً، لطالما طغى اختصاص على موهبةٍ أو هواية ثانية، يتمكَّن منها الفنّانون بشكل أفضل.
هدى سلطان
في بدايةِ السينما العربيّة، كان هنالك مجموعة من أهم المطربات العربيّات اللواتي دخلْنَ عالم التمثيل. وذلك نظراً للتسويق اللازم لهذه الأصوات، وأخذ مساحة إضافيّة من الشهرة الإعلاميّة، وكسب جمهور السينما الكبير في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. كانت تجربة الفنّانة الراحلة هدى سلطان، حالة استثنائيّة في هجرانها الغناء وتفرُّغها للتمثيل. ومن دون شكّ، فإن هدى سلطان، برأي كثيرين، فنانة مهمة في المجالين. وحتى الثمانين من عمرها، وقفَت سلطان في دار الأوبرا المصرية كمغنِّية. واستطاعت أن تبهِر بصوتها عُشَّاق الطرب الأصيل، على الرغم من غيابها عن الإصدارات والأغنيات الخاصة. لكنّها ظلّت تحيي الحفلات الكبيرة. وتُشارِك في عدد من الأوبريت كسند متين لمجموعةٍ من المغنين الصغار. كما سجّل حضورها، إضافة لأيّ عملٍ غنائي.
سعاد حُسني
تعتبر الممثلة الراحلة سعاد حسني، من أشهر الممثلات اللواتي دخلن عالم الغناء، وأثبتن مقدرة ونجاحاً لافتاً في هذا المجال. تمكّنت سعاد حسني أن تقفز إلى الغناء بسلاسة، واعتمدت على الأشعار الخاصة للشاعر الراحل صلاح جاهين، الذي ساندها كثيراً. واستغلّت موهبتها الغنائية في بعض الأفلام والمسلسلات، واعتبرت حالة فريدة، قياساً إلى زميلاتها في ذلك الزمن.
نسرين طافش
دخلت الممثلة السورية نسرين طافش، مؤخراً، إلى عالم الغناء. الممثلة التي كان لها تجربة غنائية خجولة في مسلسل تلفزيوني قبل سنوات، أعادت التجربة مجدداً، اليوم، في أغنية بعنوان "متغير عليّ" من كلمات وألحان إياد الريماوي. على الرغم من صوت طافش المقبول واللحن المشغول، جاءت الأغنية فارغة في الكلمات التي تعيدها طافش دون هدف. تُسجِّل "متغيّر عليّ" علامة ناقصة لطافش التي أرادت احتراف الغناء حقيقة. لكن الواضح، أن بطلة "صبايا" تريد أن تُنمي هواية لطالما حلمت بها، خصوصاً أن بعض الآراء جاءت مهللة لصوتها، وصنّفته بأنّه مقبول.
سمية الخشّاب
لكن، نسرين طافش لم تكن الممثّلة الأولى التي تتّجه للغناء، فقد سبقتها الممثلة المصريّة سُميّة الخشاب، التي حلمت أيضاً بأن تصبح مُغنية قبل أن تلتحق بوظيفة لها علاقة بمجال التجارة والمال. لكن الصدف حملتها إلى أحد المنتجين الذي عرض عليها العمل في الدراما والسينما. وبالفعل، دخلت الخشاب عالم الدراما في أدوار ثانوية، حتى مشاركتها في مسلسل "عائلة الحاج متولي" للفنان الراحل نور الشريف، ولعبت دور زوجته الثالثة، فلمع نجمها، وأصبحت من نجمات الدراما. واحتلت البطولة في مسلسلات وأفلام أخرى، منها مسلسل "ريّا وسكينة" إلى جانب الممثلة عبلة كامل، وبطولة فيلم "حين ميسرة". لكن حلم الغناء ظل يراودها، حتى سنة 2009، عندما انضمت إلى شركة "بلاتينيوم ريكوردز"، وقدمت ألبوم "هيحصل إيه". واختارت المخرج اللبناني الراحل، يحيى سعادة، لتصوير أغنيتن من الألبوم في بيروت هما "عايزاك كده" و"كان بعقله راضي". وبدأت مسيرة فنية، لكنها لم تشارك في حفلات غنائية كبيرة، وحملت إلى جانب التمثيل موهبة الغناء. وشاركت بعد أول ألبوم في أوبريت ثورة شعب عام 2013، حتى عادت السنة الماضية بعمل كامل بعنوان "يا مسكين" صورت منه أغنية بطريقة "فيديو كليب" مع المخرجة اللبنانية، رندلى قديح.
هيفا وهبي
في التجارب التي سبقت، دخلت الفنانة هيفا وهبي عالم التمثيل بعد تجربة غنائية، بدأتها بداية 2003 مع ألبوم غنائي، استطاع أن يكرِّسها كمغنية، بعدما دخلت عالم الأضواء من خلال عرض الأزياء. هيفا اختارت مجموعة كبيرة من الأغنيات الاستعراضية، عندما قررت الغناء. لكنها واجهت كثيراً من الانتقادات عندما توجهت لاحقاً إلى اختيار أغنيات صعبة، والتي يلزمها نوعية صوت متمكنة. ضعف صوت هيفا وهبي، جعلها تضيف التمثيل إلى هوايتها في الغناء. وهي اليوم توازي في أعمالها ما بين الغناء والتمثيل، ولو أن كفّة التمثيل هي أفضل بالنسبة لها. وبرأي المتابعين، لم تتقدّم وهبي كثيراً في مجال الغناء. ولا يزال يغلب الطابع الاستعراضي على الحفلات التي تقدمها. والواضح، أن هيفا تفوَّقت في التمثيل على الغناء، خصوصاً في المسلسلات المصرية التي قدَّمتها في مواسم رمضان.
دنيا سمير غانم
تُعتبَر الممثّلة دنيا سمير غانم، من الممثّلات اللواتي استهوَاهن الغناء بتفاصيله. وتؤكِّد في كل تصريحاتها، أن التمثيل وانشغالها، جعلها تبتعد عن شغفها في الغناء. قدّمت دنيا غانم مجموعة من الأعمال الفنية الخاصة التي برهنت على حرفية صوتها، وحسن أدائها. تأثرت دنيا غانم بمجموعة من الأصوات الغنائية، ومنها، تحديداً، صوت مواطنتها المطربة شيرين.