تحت عنوان "الجولان مقابل إيران" نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً عدّدت فيه الأسباب التي تدعو الولايات المتحدة الأميركية والعالم إلى القبول بإخضاع الجولان لإسرائيل، معتبرةً أنّ انتخاب دونالد ترامب رئيساً أفسح المجال أمام إعادة فتح النقاش حول "تعويض" تل أبيب عن الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم في عهد الرئيس باراك أوباما.
في التقرير، رأت الصحيفة أنّه ينبغي على إسرائيل إعادة صياغة استراتيجيتها بما يضمن "سيادتها" على الجولان وإقناع الإدارة الأميركية الجديدة بأنّ "سيادتها" على هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من المساعي الهادفة إلى تقييد الطموحات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أنّ مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذلك خير دليل على أنّ تل أبيب تدرك أنّ الأسلحة المتطورة لا تكفي للوقوف في وجه قوة طهران المتعاظمة.
في هذا السياق، ارتأت الصحيفة أنّ "التعويض الاستراتيجي المناسب" عن الاتفاق النووي يقضي بإخضاع المنطقة الآمنة لسيادة إسرائيل بشكل دائم، بما يقطع "محور طهران-عين جيف" عند ضواحي القنيطرة وليس عند سواحل كينيريت، فهذه الطريقة هي الوحيدة لتلافي أيّ هجوم إيراني محتمل على الجانب الآخر من الجولان، على حدّ قولها.
في تبريرها، زعمت الصحيفة أنّ الاعتراف الدولي بسيادة إسرائيل على الجولان لا يهم إسرائيل فحسب بل كلّ الراغبين في استقرار المنطقة ووضع حدّ لاتساع النفوذ الإيراني فيها، مستبعدةً أنّ تعارض الدول السنية ذلك وداعياً المجتمع الدولي إلى تقبّل تداعيات انهيار الشرق الأوسط الجيوستراتيجية.
في هذا الصدد، أوضحت الصحيفة أنّ إجراء إدارة ترامب حواراً بناءً مع روسيا حول الشرق الأوسط وخضوع سوريا لرئيسها بشار الأسد بشكل كامل يخدم مصالح تل أبيب في الجولان، معتبرةً أنّه ينبغي على إسرائيل أن تجهد لتنسيق مصالحها هذه مع واشنطن وموسكو بما يتيح شملها في المحادثات التي تجريها القوى العالمية للتوصل إلى اتفاق حول مستقبل سوريا والنظام السوري.
إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أنّه تم التطرق إلى مسألة اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان خلال لقاء نتنياهو بترامب يوم الأربعاء، معتبرةً أنّ الاعتراف بها يشكّل فرصة تاريخية لتنسيق التوقعات مع المجتمع الدولي في ظل قيادة الإدارة الأميركية والكونغرس، وذلك في سياق إرساء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
ختاماً، خلصت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين اللذين يتيحان لها تحقيق إنجازات تاريخية على رأسها رفض حدود العام 1967 وجعل الحاجة إلى تغيير الحدود في المنطقة مسألة عالمية وإقرارها لاحقاً وفقاً للحقيقة الجديدة، مشدّدةً على ضرورة عمل تل أبيب على التأثير في التطورات في المنطقة من أجل إرساء معادلة استراتيجية وأمنية جديدة.
( "لبنان 24" - Haaretz)