فوجئ لبنان الرسمي بموقف أميركي يمكن إعتباره بمثابة الإحتكاك الأول مع إدارة الرئيس دونالد ترامب من خلال التقويم السلبي الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أمس للأوضاع الامنية في لبنان عبر التجديد الدوري لتحذير الرعايا الأميركيين من السفر الى لبنان، ذلك أن التحذير الجديد الذي صدر للمرة الأولى بعد تسلم الرئيس ترامب مهماته الرئاسية، إتسم بنبرة متشددة إختلفت إلى حدود واسعة عن البيانات السابقة التي درجت الخارجية الأميركية على إصدارها في هذا السياق.
إقرأ أيضًا: إيران مع ترامب غيرها مع أوباما
وإتخذ هذا التطور الذي لم يعلق عليه بعد لبنان الرسمي أبعادًا دقيقة يصعب التكهن بما إذا كانت مؤشرًا لتعامل أميركي متشدد مع مختلف الملفات ذات الطابع الأمني ومنها الدعم الأميركي للجيش اللبناني، في حين كان الإعتقاد السائد أن هذا الدعم سيبقى من ثوابت الإدارة الأميركية الجديدة على غرار الإدارات السابقة منذ زمن بعيد.
وإذ أدرج بعض المعنيين النبرة المتشددة "الطارئة" في البيان التحذيري الجديد في إطار المواجهة التي رفعتها إدارة ترامب في وجه إيران وأذرعها في المنطقة بما يتعين معه على لبنان مواجهة تمدد تداعيات هذا التطور اليه، قال هؤلاء إن ثمة مناخًا ساخنًا بدأت ملامحه تفرض على لبنان التحسب لعمل ديبلوماسي كثيف من أجل إحتواء ما يمكن أن يطرأ من تطورات إقليمية ودولية، علمًا أن هذا التطور لم يكن الأول بل إنه رد الفعل الاممي على الموقف الأخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في شأن سلاح المقاومة شكل بدوره أحد ملامح التعقيدات التي يتعين معالجتها.
إقرأ أيضًا: الشرق الأوسط الجديد الأميركي بمواجهة الشرق الأوسط الإسلامي الإيراني
لكن التحذير الذي أصدرته الخارجية الأميركية في موقعها أمس اتسم بطابع مفاجئ إذ حذر من "مناخ أمني يزداد سوءًا وهناك اإحتمالات للوفاة أو الاإصابة في لبنان بسبب التفجيرات والإعتداءات الإرهابية"، كما أشار إلى وجود "جماعات متشددة تعمل في لبنان منها حزب الله وداعش والنصرة وحماس وعبدالله عزام"، لافتًا إلى أن التنظيمين الأخيرين "تبنيا مسؤولية تفجيرات إنتحارية وقعت في لبنان"، مؤكدًا أن "الخطر على المواطنين الأميركيين مستمر".