ملاحظتان سريعتان تتعلّقان بخطاب السيد حسن نصرالله يوم أمس لمناسبة الاحتفال السنوي باستشهاد السيد عباس الموسوي.
الملاحظة الأولى: هدوء الجبهة الشمالية...
أعلن الأمين العام لحزب الله أنّ احتفال النصر النهائي على داعش بات قريباً، وهذا يُنبئ بهدوءٍ قادم على جبهة الحزب القتالية في شمال سوريا، والواقع أنّ حزب الله لم يدخل يوماً مع داعش في حربٍ مفتوحة أو محدودة، ليُعلن نصرهُ عليها، ربما كانت له بعض المواجهات مع جبهة النُّصرة الإرهابية، لكن ما أفرزتهُ معركة حلب وما تلاها من تنسيقٍ تركي روسي ،جعلت حزب الله ، ومن ورائه أو أمامه إيران لا فرق، مُطمئنّاً إلى وضع النظام السوري وصموده في ظلّ الرعاية الروسية الدائمة، وهذا يسمح للحزب الاستعداد للمواجهة الجنوبية مع إسرائيل.
الملاحظة الثانية: قرع طبول الحرب في الجبهة الجنوبية.
إقرأ أيضًا: الرسم بالكلمات لنزار قباني، والرجم بالكلمات لمريم البسام
مع عودة المواجهة الأميركية الإيرانية إلى الاحتدام في عهد الرئيس الأميركي رولاند ترامب، عاد حزب الله إلى شحذ سلاح الردع الوقائي ضد إسرائيل، والذي تستثمرهُ إيران خير استثمار، وما لهجة التهديد المتصاعدة التي أطلقها السيد نصرالله يوم أمس إلاّ مؤشر واضح على قرع طبول الحرب في الجبهة الجنوبية، إذا استلزمت المواجهة الإيرانية الأميركية ذلك.
أمّا ما يُمكن أن تجُرُّه حربٌ مُدمّرة كهذه على لبنان، فأمرٌ بيد من يملك قرار الحرب والسلم، في ظلّ وجود رئيس للجمهورية أسلم مصير الجنوب، وجعله في يد "أبنائه" المقاومين، يُدافعون ويستشهدون ويتشرّدون ، والدفاعُ عن النفس حقٌ مقدّس ، خاصةً إذا كانت إسرائيل هي العدو ومن ورائها أميركا، أمّا الدولة برئيسها "القوي" فليست مسؤولة عن شعب الجنوب، فهي مشغولة بالمناصب والمنافع والصفقات والنّهب المنظّم، وانتخابات تجدّد شباب هذه الطبقة السياسية الهرمة وتضمن ديمومتها ، أمّا ما يرجوهُ أبناء الجنوب، وسائر اللبنانيين ربما، أن لا تتهور إسرائيل أو "تتحامق" بشنّ حربٍ ضد حزب الله، أو أن يمسخها الله (لإسرائيل طبعاً) كلباً، فنقول ما قاله أحدهم في مقامة من مقامات الحريري: سبحان من مسخك كلباً وكفانا حرباً.
إقرأ أيضاً: حزب الله بعيون إسرائيلية: هل يلجأ حزب الله لاستفزاز إسرائيل؟