شدد الرئيس السوري بشار الاسد على ان "الروس لم يتخذوا خطوة واحدة من دون سوريا، وهم يبنون سياساتهم على القيم وعلى مصالحهم، خصوصاً فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب"، مؤكدا في أحاديث لقناة TF1 وإذاعة Europe1 الفرنسيتين، ان "السوريين هم صناع القرار فيما يتعلق بسورية، والروس يحترمون سيادتنا، وكل خطوة اتخذوها سواء كانت استراتيجية أم تكتيكية، كانت بالتعاون معنا".
ولفت الى ان "الروس دعوا العديد من الدول للمشاركة ولمساعدتهم بمحاربة الإرهاب ودعم العملية السياسية، لكن الدول الغربية عزلت نفسها، داعيا الى الحذر مع كل قائد غربي، فهم براغماتيون جداً، لدرجة أنهم يبيعون قيمهم، بل على الأرجح أن ليس لديهم قيماً في سياساتهم"، مشيرا الى ان "إذا عدنا لتصريحات المسؤولين الفرنسيين على مدى الأربع سنوات الماضية سنجد أكثر من تصريح على لسانهم يتهمون أنفسهم بأنفسهم، متهما السياسة الفرنسية بدعم الإرهابيين في سورية منذ اليوم الأول ، وهي مسؤولة مباشرة عن عمليات القتل الجارية في بلدنا، ودعا المسؤولين الغربيين الى أن يقلقوا على شعبهم وأن يحموه من الهجمات الإرهابية التي تحدث بسبب سياساتهم.
وحول مفاوضات أستانا، رأى الأسد ان "كلما كان الدعم أكبر لأي عملية سياسية، كلما كان ذلك أفضل، مشيرا الى ان قرار ترامب حظر دخول السوريين لأميركا، غير موجه للسوريين، بل ضد الإرهابيين الذين يُمكن أن يتغلغلوا عبر بعض المهاجرين إلى الغرب،" وأبدى عدم اكتراثه بتقرير منظمة العفو الدولية" واصفا إياه "بالصبياني المبني على ادعاءات، ولا يحتوي وثيقة واحدة ولا دليلاً واحداً، بل فقط مزاعم، وهم التقوا بضعة شهود من المعارضة والمنشقين، لذلك فهو منحاز، فالتقارير يجب أن تُبنى على الحقائق، وليس هناك حقيقة واحدة في هذا التقرير"، ورفض اقتراح منظمة العفو الدولية إرسال مراقبين دوليين إلى سورية مشددا على اننا "لن نسمح لمنظمة العفو بأن تكون في سورية لأي سبب، مشيرا الى ان اننا بحاجة لفتح تحقيق حول منظمة العفو الدولية نفسها، عندما تتبنى تقريراً يستند لمزاعم، وأضاف انه عار، لأنها لم تكن أبداً حيادية، بل دائما منحازة."
وشدد الأسد على ان " طبقاً للقانون الدولي، ليس لأحد الحق في حمل السلاح سوى الجيش والشرطة في أي دولة، وفي أي مكان في العالم، ففي المفهوم الدولي كل من يحمل سلاحاً في أي دولة ويبدأ بقتل الناس وتدمير الممتلكات هو إرهابي، مشيرا الى ان قلق الفرنسيين أو الأوروبيين من داعش يُشكل سوء فهم للوضع، لأن داعش هو المنتج والمشكلة تكمن في أيديولوجيته، ولذلك سوريا تعتبر طبقاً للقانون، ان كل من يرغب بتسليم سلاحه لن يُعدّ إرهابياً.
وإذ كشف الأسد ان "حملتنا ستتابع في حلب لنجعلها منيعة على أي هجمات إرهابية أخرى من الجهتين الغربية والشمالية اللتين تتلقيان دعماً مباشراً من تركيا"، اكد ان ليس بوسعنا التحدث عن الانتصار بالحرب ما لم نلحق الهزيمة بالإرهابيين في سورية، وتحرير حلب خطوة مهمة على طريق هزيمة الإرهاب."