لم يكن مشهد تجمع مناصري حركة أمل وتعبيرهم عن غضبهم أمام مبنى تلفزيون الجديد ورجمهم له بالحجارة وبما تيسر من أدوات تطايرت فوق رؤوس القوى الأمنية المتواجدة لمنع الحشود من الدخول، بالمشهد المنفصل عن الواقع اللبناني المتأزم.
وبغض النظر عن التقييم الموضوعي أو الصح والخطأ، إلا أن هذا المشهد بذاته لا يجب وضعه بخانة النقاش حول " حرية الرأي " أو حماية الوسائل الإعلامية، ولا حتى ضمن حرية الصحافة، وكأن البلد قد تعافى من أمراضه واننا دخلنا حقًا كما حاول وزير العدل أن يوحي بعهد القانون والمؤسسات بمجرد وصول الرئيس عون إلى قصر بعبدا أو كما صرح فخامة الرئيس أثناء وجوده في مصر : بان لبنان قد تعافى !!!
إقرأ أيضًا: الآثار الأسدية في كلمات نصرالله الخطابية
صحيح أن القانون والقضاء هما المرجعية المفترضة ببت أي نزاع بين الأطراف، وهذا الأمر البديهي لا يتوقف على المحتشدين فقط ومطالبتهم بالخضوع له، فالجديد كوسيلة اعلامية هو أولى بالخضوع لمعايير القانون والسلامة العامة، لأنه وكما هو معلوم فان خروج الوسيلة الإعلامية عن الضوابط المرعية الإجراء فإن تأثيرها على الشأن العام هو اخطر مليون مرة من مجموعة شباب منفعل، لأنها عندئذ تخرج عن كونها وسيلة إعلامية وتتحول بوسوساتها الفتنوية وسمومها الفئوية إلى شيطان يدخل ويوسس في بيوت اللبنانيين وعقولهم ،،، والشيطان، لا بد أن يأتي من يرجمه يومًا .