وجه رئيس الوزراء سعد الحريري في خطاب، بمناسبة ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري جملة من الرسائل إلى الداخل والخارج، أهمها التأكيد على الاستمرار في نهج الأب القائم على الانتصار لمفهوم الدولة ورفض انخراط لبنان في أي محور معاد للمنظومة العربية.
وبدت المواقف التي أطلقها الحريري في مجمع بيال وسط العاصمة بيروت، وبحضور العشرات من السياسيين، والمئات من الأنصار، مرنة بيد أنها في ذات الوقت حازمة تجاه عدد من الملفات.
وتوقع العديد من المتابعين للشأن اللبناني أن تُفجّر تصريحات الرئيس ميشال عون، الأخيرة حول سلاح حزب الله، صداما بينه وبين الحريري، ورجحوا أن يركز خطاب الأخير، الثلاثاء، على تلك التصريحات بيد أنه ارتأى عدم الانجرار في هذا السياق، والحفاظ على الجو الإيجابي العام الذي يشهده لبنان.
واقتصر الحريري على التأكيد، في ما يشبه الرد غير المباشر، على وجود "إجماع حول الجيش والقوى الشرعية والدولة فقط".
ويأتي إحياء الذكرى الـ12 لاغتيال الحريري على وقع متغيرات عدة عرفها لبنان، منذ أواخر العام الماضي ترجمت في انتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد في 31 تشرين الاول، تلاه التوافق على تولي سعد الحريري رئاسة الحكومة.
ولم يفوت الحريري الابن الفرصة على التأكيد على تمسكه بالثوابت مثل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال والده، خاصة بعد ترويج البعض لإمكانية تجميد عمل المحكمة، في إطار التسوية السياسية التي تمت والتي يصفها هؤلاء بـ"الصفقة".
وتوقف المراقبون عند تأكيد الحريري أن لبنان "لن يكون جزءا من أي محور في وجه أشقائه العرب"، بما اعتبر غمزا من قناة المتحالفين مع إيران ضد المحيط العربي.