تطل علينا الذكرى الثانية عشرة لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه الذكرى التي تسكن في كل لبناني، في كل بيت وفي كل قضية، نظرا لرمزية رفيق الحريري، لرمزية إسمه، لرمزية حضوره على الساحة اللبنانية حيث لا مجال للمقارنة بين لبنان رفيق الحريري ولبنان اليوم .
لقد شكّل الرئيس الشهيد رفيق الحريري حالة استثنائية في لبنان، نقلت لبنان من مكان إلى آخر، وقد أصبح لبنان في عهد رفيق الحريري الصفحة التي يقرأ فيها كل العرب وكل العالم، والبلد الذي تعدّى حدوده الجغرافية ليكون دولة كبيرة في عالم صغير، هذا هو لبنان رفيق الحريري .
رفيق الحريري، كان قدوةً ومثالَ الشهادة الحقّيقية في سبيل المبادئ الكبرى المبَرِّرَة لرسالة هذا الوطن رسالة السلام التي ترتكز على العيش المشترك بين المسلم الحقيقي والمسيحي الحقيقي، وتلك هي رسالة لبنان رفيق الحريري .
رفيق الحريري، تصدَّرَ الأيمان بأن من سبقه من شهداء الاستقلال وشهداء الدفاع عن لبنان ضد الإحتلال الاسرائيلي الذين ذهبوا ضحايا رفض التخلي عن سيادة وطنهم أمثال كمال جنبلاط وعباس الموسوي وعماد مغنية وغيرهم من آلاف الشهداء، مؤكدين ايمانهم برسالة وطنٍ ومهروها بدمائهم الذكية التي سُفِكت على مذبح الوطن من الجنوب المحتل إلى بيروت فتصاعد بخور نجعها عالياً من أخامص سهول الوطن إلى أعالي أرزه الخالد وجباله الشامخة ترصع سماءً ما انفكت تجوجل صرخات الثكالى ولوعة وارتياع الابناء والأحباء فتنقضُ هاطلةً غضبَ ربِّ السماء يزلزل الأرض من تحت أقدام البغاة والطغاة وكل من اعتدى على لبنان، وليس غريبا أن تتقاطع وتتزامن الإحتفالات بذكرى هؤلاء العظام وتكون مناسبة واحدة لتعظيمهم وتقديسهم .
في ذكرى رفيق الحريري وبقية الشهداء نستذكر رفيق الحريري المقاوم الذي كان وحده إلى جانب لبنان في حربه وسلمه وكان إلى جانب المقاومة في نيسان 1969 تلك المقاومة التي كانت آنذاك ضد العدو الإسرائيلي وحده .
في ذكرى رفيق الحريري نستذكر لبنان الوطن والدولة، وفي ذكرى بقية الشهداء نستذكر لبنان الإنتصار على العدو الإسرائيلي ولبنان التحدي الذي أراده رفيق الحريري، لبنان التحدي، والإعمار والإقتصاد.