مع دخول المُهل القانونية أسبوعها الأخير الفاصل عن الموعد الدستوري المحدّد لدعوة الهيئات الناخبة وتشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات بموجب القانون النافذ، تضيق فسحة الأمل الوطني بإمكانية التوصل إلى قانون توافقي للاستحقاق الانتخابي قبل هذا الموعد حتى أضحى التوافق الوحيد على الساحة الانتخابية يتمحور حول السؤال: ماذا بعد 21 شباط؟ تحت وطأة المراوحة المستحكمة بخارطة التوجهات السياسية إزاء القانون العتيد. فبين فريق يبسط اليد داعياً إلى «خلطة» توافقية بين النظامين النسبي والأكثري تُصحح التمثيل وتراعي الهواجس، وبين آخر يحجب يده عن ملاقاة الشركاء في الوطن ومراعاة هواجسهم مستمراً في تمترسه خلف راية «النسبية الكاملة» رغم اعتراض مكونات أساسية وازنة في البلد على اعتمادها راهناً في ظل وجود سلاح غير شرعي يشوّش على نزاهة النسبية ويشوّه عدالة التمثيل.. بات «الستاتيكو» سيّد المواقف فارضاً نفسه عنواناً عريضاً للملف الانتخابي حتى إشعار توافقي آخر لا مفرّ منه لولادة القانون الجديد.

وبالانتظار، وبينما أطل أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله أمس ليجدد التأكيد على التموضع داخل مربع موقفه الأول المتمسك بالنسبية الكاملة مع إبدائه «الانفتاح على أي نقاش وحوار» حيال الملف، برز أمس تلويح «رئاسي» بخيارات «ما بعد 21 شباط» عبّر عنه رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل لاعتباره أنّ الأسبوع الجاري هو «أسبوع حاسم حتى يضع الجميع كل خياراتهم السياسية على الطاولة لأنه بعد هذا الأسبوع ندخل في المُهل القاتلة فيصبح الموضوع (الانتخابي) من مسؤولية رأس الدولة، فإما يتفق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على أن تضع الحكومة يدها على قانون الانتخاب وتقوم بجلسات متلاحقة من دون انقطاع للوصول إلى قانون أو يدعو رئيس الجمهورية إلى حوار ثلاثي أو رباعي أو خماسي جامع متواصل» لتحقيق هذه الغاية. على أنّ اللافت للانتباه ضمن لائحة «اللاءات» الرئاسية التي وضعها باسيل حيال ملف قانون الانتخاب، أنها شملت الإعلان عن رفض عون «الفراغ» النيابي مبدداً بذلك اللغط الذي أثاره هذا الموضوع سابقاً، من خلال إشارته أمس إلى أنّ رئيس الجمهورية يعتزم التشديد أمام المتحاورين على كونه «لا يقبل بالفراغ ولا بالتمديد ولا بقانون الستين».

«القليعات قلّع»

إنمائياً، رفعت عكار صوتها أمس موحدةً خلف شعار مطلبي جامع لكل أبنائها يطالب بإعادة تشغيل مطار القليعات في مهرجان شعبي حاشد نظّمه الحراك المدني العكاري تحت عنوان «القليعات قلّع» في بلدة تل حياة في سهل عكار بالتعاون مع اتحاد بلديات السهل وفي حضور ممثلين عن مختلف الأفرقاء السياسيين في المنطقة. 

وإذ أوضح الناشط جمال خضر باسم الحراك أنه «حراك لا ينتمي إلى أي جهة سياسية إنما هو مطلبي هدفه إنماء عكار الذي يبدأ أولاً بتشغيل مطار القليعات»، توالت الكلمات خلال المهرجان لتطالب «بأن يكون افتتاح المطار وتشغيل المرافق الحيوية في عكار من صلب أولويات العهد والحكومة» كما عبّر مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، ولتؤكد أنّ «أهالي عكار مسلمين ومسيحيين موحدون خلف مطالبهم الإنمائية وفي طليعتها المطار والجامعة اللبنانية» بحسب تعبير الأب جورج شلهوب ممثلاً المتروبوليت باسيليوس منصور.