كانت مرشحة "الجبهة الوطنية" مارين لوبان ضيفة على "البرنامج السياسي" ليلة الخميس والذي يبث على قناة فرانس 2 . حلقة تابعها 3,5 مليون مشاهد وتميزت بحدة النقاش، خاصة في مواجهة وزيرة التعليم الفرنسي نجاة فالو بلقاسم.
طيلة ساعتين ونصف الساعة حاولت مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف، "الجبهة الوطنية"، إقناع المشاهدين الفرنسيين ببرنامجها الانتخابي وخطها السياسي المتشدد في العديد من الملفات. ما بين "الأسبقية لفرنسا" والتهديد بالخروج من منطقة اليورو إلى فرض ضريبة على كل مهاجر يغير عمله، وفرض قانون يمنع تعدد الجنسية.
حزب بمواقف "ضبابية"
انطلقت الحلقة منذ بدايتها في أجواء متوترة، وبأسئلة عن الأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها فرنسا مؤخرا والمشهد الداخلي لحزب الجبهة.
وعن سؤال حول انتشار مواقف عنصرية داخل الحزب من قبيل تغريدة لجيروم كوشي، مساعد مدير حملتها الانتخابية يصف فيها الشاب تيو الذي تعرض للتعنيف والاغتصاب من طرف الشرطة "بالحثالة"، حاولت المرشحة، التي اعتذرت عن التغريدة، التقليل من خطورة المواقف الشبيهة وقالت إنها هامشية داخل صفوف الحزب.
كما حاولت لوبان الدفاع عن نفسها باستماتة، فيما يخص المتابعات القضائية التي تشهدها في الفترة الأخيرة من طرف البرلمان الأوروبي الذي يتهمها بتعويض مستشاريها في البرلمان الأوربي عن مهام لا تخص البرلمان الأوروبي، ويطالبها بتعويض مبلغ 300 ألف يورو إلى مؤسسة الاتحاد.
المدرسة ميدان نزاع
أشد لحظات التوتر داخل البرنامج، تتعلق بالجدل الذي اندلع بين مرشحة الجبهة ووزيرة التعليم نجاة فالو بلقاسم حول المدرسة العامة. الوزيرة الاشتراكية اتهمت لوبان بالرغبة في تفضيل التعليم الخاص على العام، وفي تحويل المؤسسات التعليمية العامة إلى "مدرسة انتقائية"، في إشارة إلى مواقف لوبان السابقة التي طالبت فيها بها بإلغاء التعليم المجاني لأبناء المهاجرين.
بينما انتقدت لوبان حصيلة الحكومة الاشتراكية، في كل القطاعات بما فيها التعليم، وأعلنت أنها إن فازت بالانتخابات فستخصص 50 في المئة من حصص المدرسة الابتدائية لتعليم اللغة الفرنسية. كما اقترحت لوبان إلغاء التعليم الإعدادي الموحد وخلق إعداديات مهنية.
وهذه الدعوات ترى فيها نجاة بلقاسم محاولة لإقصاء جزء من المجتمع الفرنسي، من أبناء الفقراء الذين لن يستفيدوا من التعليم وفق مناهج "المدرسة الجمهورية"، قائلة: "حينما نحب الجمهورية، فإننا نُدرّسها" وحذرت من أن سياسة شبيهة ستساهم في نشر التطرف أكثر داخل المجتمع.
كما هاجمت لوبان مرشح الحزب الاشتراكي بونوا هامون واصفة إياه "بالإسلامي-اليساري". ولم تخف إعجابها بمواقف الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، كما طالبت بانتهاج سياسة أكثر حمائية على الحدود، وطرد اللاجئين.
(فرانس 24)