يتكشف، بعد مضي حوالي أسبوعين عن تحرير الجانب الأيسر من مدينة الموصل، من تنظيم "الدولة الإسلامية" أن الدعم الجوي لسلاح الجو الأميركي، للقوات العراقية وحلفائها، كل له دور أساسي في حسم المعركة.
ولا يخفي عناصر التنظيم امتعاضهم من عدم ايجاد حلول جذرية لمواجهة تفوق القوة الجوية الأميركية، والتي كانت في كل مرة عاملا جذريا في خسارة التنظيم لمناطق في العراق، كتكريت بيجي والرمادي والفلوجة.
وفي هذا السياق، أبدى أحد مقاتلي "داعش" الذين شاركوا في معارك الجانب الايسر للموصل، استياءه من خسارة الجانب الأيسر، خصوصاً أن نخبة من أفضل قيادات التنظيم العسكرية في مناطق الانبار وجنوب بغداد وصلاح الدين تجمعوا هناك بعد خسارة تلك المناطق، وشاركوا بالمعارك بكل خبراتهم السابقة، في مواجهة جديدة مع الطيران الأمريكي.
وقال المقاتل، الذي سبق أن شارك في معارك في سوريا، إن "القوة الجوية الأميركية تتفوق بعشرات المرات من ناحية التقنية والمهارة على نظيرتها الروسية، التي وصفها بـ"الغبية".
وأضاف: "الحرب الجوية الأميركية نفسها طويل. يركزون على الاشخاص والقيادات الهامة لاغتيالهم من خلال المراقبة بالطائرات المسيرة. وقد يراقبون موقعا للدولة لاسابيع دون قصفه لمعرفة هوية العناصر المترددين على مقر ما، ثم يستهدفونه بعد استخلاص معلومات عن القيادات المترددة عليه".
وأوضح المقاتل، الذي يتحدر من مدينة الموصل، أن "المراقبة الجوية الأميركية دقيقة ومنظمة، هي من تمهد لأي هجوم لقوات مكافحة الإرهاب أو الجيش، عبر منظومة قصف مترابطة".
وحسب المصدر، "قبل هجوم القوات البرية بأيام، يحاول الأميركيون قتل الأمير، والاداري، ويضربون مستودع الاسلحة، ثم قبل الهجوم مباشرة، يضربون مواقع تجمع المقاتلين المسماة (مضافات)".
بعدها، وفق المقاتل "يوعز للقوات البرية بالاقتحام، أي أن عملية الاقتحام يمهد لها بشكل كامل من الطيران، وقد حصل أننا كنا في حي بشرق الموصل، فجاءت طائرة قاذفة من طراز بي52 فقصفت موقعا للأخوة فذهب أحد زملائي ليتفقدهم بدراجة، فقصفته طائرة أف 16، ثم ذهب آخر ليتفقدهم راجلا، فقصفته طائرة مسيرة.
هكذا، فإن "لكل مقاتل قذيفة او قنبلة، وهذا لم نواجه له مثيلا من قبل الروس في سوريا، أو الإيرانيين في معارك ديالى"، وفق المصدر.
يضاف إلى ذلك تنصت الأميركيين على "الاتصالات الذي يصل لاختراق اجهزة اللاسلكي، والتي بالرغم من ذلك نجح فريق هندسي في تنظيم الدولة بايجاد بديل عنها لا يمكن اختراق ذبذباته من الطائرات الأميركية المسيرة".
وما زاد من ضعف "الدولة" في الموصل، ومكن الطيران الأميركي من إلحاق الأذى بمقاتليه، عدم اتمام خطة التحصينات الارضية، رغم قيام التنظيم بحفر شبكة من الانفاق والخنادق بالموصل. هذه الخطة، وفق المصدر "لم تكتمل في الجانب الايسر للمدينة، وظلت شبكة التحصينات الارضية والخنادق محدودة وغير قادرة على تأمين حماية من القصف الجوي".
كما إنها "اتسمت ببطء التنفيذ وقلة اليات الحفر، نظرا للضغوط العملياتية الهائلة التي اثرت على اداء التنظيم في جبهاته القتالية الكثيرة"، طبقاً للمقاتل في التنظيم.
(القدس العربي)