اليوم أحيا الإيرانيون الذكرى 38 لانتصار الثورة الإسلامية في العام 1979 خلال مسيرات شعبية عارمة، وتأتي هذه المسيرات في ظل الأوضاع الجديدة التي أحدثتها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
سبق تلك المسيرات، توعد المرشد الأعلى آية الله خامنئي الرئيس ترامب بأن الشعب سوف يرد عليه خلال تلك المسيرات، وفعلا تمكن الرئيس ترامب من توحيد الصفوف في الداخل الإيراني ما لم يتمكن منه أي شخص آخر. حيث أن تهديدات ترامب وتوعداته للجمهورية الإسلامية كما قراره بمنع دخول الإيرانيين حدود الولايات المتحدة تسببت في تضامن الأطراف السياسية في إيران وتوحيدها حيال العدوّ.
وكان لافتا البيان الصادر من الرئيس محمد خاتمي الذي طالب أنصاره بالنزول إلى الشوارع منددين بتصرفات الرئيس الامريكي، واستجابة له شارك الإصلاحيون في تلك المسيرات، كبادرة لمصالحة وطنية لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بعد الاضطرابات الناتجة عن ملابسات الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2008.
إقرأ أيضًا: الرئيس روحاني، مرشح بلا منافس لولاية ثانية
مشاركة الإصلاحيين في تلك المسيرات بشكل رسمي ومعلن تأتي بعد غياب استمر منذ العام 2008، لتُظهر بأن الإيرانيين يضعون خلافاتهم جانبا عند ما يشعرون بخطر يُهدّد كيانهم.
أما الجديد الآخر فهو يتمثل في التغيير النوعي الذي لوحظ في مضامين الهتافات واللافتات التي رفعها المشاركون، حيث إنهم أعتمدوا شعارات جديدة بلورت فصلا بين الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي عبر شعار: الموت للحكومة الأمريكية وعاش الشعب الأمريكي.
ورُفعت خلال تلك المسيرات الشعبية الآلاف من اللافتات التي كانت تحمل: "شكرا للشعب الأمريكي على دعمهم للمسلمين" أو " نرحب بالشعب الأمريكي في إيران وننتظر مجيئهم" وحاول المشاركون الإيضاح بأن قصدهم من شعار الموت لأمريكا ليس إلا للحكومة الأمريكية المتغطرسة.
وتزامن مع تلك المسيرات إلغاء القرار الرئاسي الأمريكي بحظر دخول مواطني ستة بلدان إسلامية من بينهم إيران، من قبل المحكمة العليا في الولايات المتحدة، وإصدار تأشيرات دخول للمنتخب الأمريكي للمصارعة من قبل الوزارة الخارجية الإيرانية.