في تقرير تناول دور "حزب الله" في حسم معركة مدينة حلب لصالح النظام قبل شهرين، أجرى موقع "ميدل إيست آي" مقابلة مع عدد من قيادييه الذين تحدَّثوا عن تجربتهم وأهمية هذه المعركة "التي لم تكن كسابقاتها" بالنسبة إلى مستقبل الحزب.


في هذا الإطار، كشف قيادي في الحزب، أطلق على نفسه اسم "أبو علي"، أنّ الأمين العام لـ"حزب الله"، السيّد حسن نصرالله أمر 200 قائد عسكري باستعادة السيطرة على المدينة في معركة سريعة، وإن انتهت بخسارة 10 آلاف مقاتل، مؤكداً أنّ هؤلاء كانوا مستعدين للقيام بذلك. وتابع "أبو علي" لافتاً إلى أنّ وتيرة المعارك انخفضت بحلول نهاية الحصار، نتيجةً للاتفاق الروسي-الإيراني-التركي، وموضحاً أنّ "حزب الله" تحرّك في المناطق الخاضعة للمعارضة على 3 مراحل. وفي التفاصيل، أنّ فريقاً هجومياً عمل على تأمين المنطقة تبعه واحد لنزع الألغام وآخر من بعده "لتثبيت الأمن"، علماً أنّه يمكن للأخير البقاء في المناطق الاستراتيجية لفترة تتراوح بين شهرين وسنتين، على حدّ قول "أبو علي".

في السياق نفسه، أكّد "أبو علي" أنّ عناصر "حزب الله" تقاتل كجيش تقليدي وتتدرّب بأحدث الأسلحة الإيرانية، مشيراً إلى أنّ الحزب بات يتمتّع بوجود استراتيجي في سوريا ويحتاج بالتالي للقوة البشرية للحفاظ عليه. وفيما كشف "أبو علي" أنّ "حزب الله" أنشأ عدداً من مراكز التدريب، بما فيها واحد في القصير عند الحدود اللبنانية-السورية، لفت إلى أنّ 120 ألف مقاتل ارتادها، من بينهم 80 ألف يتم إعدادهم لتشكيل قوة قتالية جديدة، من دون الإفصاح عن المزيد من المعلومات.

توازياً، تطرّق التقرير إلى تبعات وجود "حزب الله" في سوريا، ناقلاً عن مصادر مقرّبة من منه تأكيدها أنّ وتيرة الاشتباكات بين مقاتليه وضباط الجيش السوري تزداد وأنّ هؤلاء يشعرون بالامتعاض الكبير منهم.

بدوره، تحدّث القيادي "أبو حسن" عن تطوّر خلاف نشب بين عناصر "حزب الله" والمقاتلين الإيرانيين في تل العيس مؤخراً إلى اشتباك مسلّح انتهى بإقدام "ذو الفقار"، وهو عنصر في الحزب، على قتل عدد من الإيرانيين، وذلك على خلفية عدم تزويد قيادتهم مقاتلي "حزب الله" بالدعم الكافي خلال المعركة.

في ما يختص بروسيا، لم يعتبرها "أبو علي" حليفة لـ"حزب الله"، بل شريكة للرئيس السوري بشار الأسد، لافتاً إلى أنّ الحزب يشاركها أهدافها حالياً في سوريا. في المقابل، تحدّث "أبو علي" عن العلاقة التكافلية التي تجمع بين إيران و"حزب الله" خالصاً إلى أنها تمكّنه من توسيع نطاق نفوذه في المنطقة عامة والعراق خاصة.

ختاماً، وصف التقرير الحرب الدائرة في سوريا بـ"الوجودية" بالنسبة إلى إيران و"حزب الله"، معللاً بأنّ سقوط النظام يعني نهاية التحالف "المقدّس" بين الضاحية وطهران ودمشق.

( "لبنان 24" - Middle East Eye)