بداية الكلام هو عن جدية نوايا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمضي في ما يعلنه كل يوم حول الذهاب بالتصعيد مع السياسات الايرانية والعمل كما يصرّح على تقليص نفوذها بالمنطقة.
ويأتي ملف الإتفاق النووي كواحد من حلقات سلسلة المسار التصعيدي هذا، إن دخول المرشد الاعلى السيد علي الخامنئي شخصيًا لحلبة الردود الايرانية والتهديد بلهجة مرتفعة وتناول ترامب بأقذع الالفاظ، لهو مؤشر حاسم بأن الأمور هي أكثر من جدية ولن تقتصر على التصعيد الكلامي كما جرت العادة، أو ببعض الإجراءات الهامشية.
موهوم من يظن للحظة بأن حزب الله سيكون خارج مجريات ما تتعرض له ايران، بل وعلى العكس من ذلك تمامًا، بحيث يمكن القول أن تبدلات مواقف الحزب، وإعادة تموضعه السياسي ما هو إلا تهيئة للمرحلة الساخنة والوظيفة المناطة به، بحسب ما تسمح له الظروف حتى ولو افترضنا سلفًا بأن المواجهة المباشرة سوف تكون على الجغرافيا اليمنية، إلا أن هذا لا يعني بأن باقي الساحات سوف تكون بمنأى أو يمكن تجنيبها.
إقرأ أيضًا: الأسباب الحقيقية لتأجيل مسرحية الانتخابات النيابية
إن موقف حزب الله المفاجئ من القانون الانتخابي المقترح، وتمسكه الواضح بالنسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة، لا يمكن إعتباره موجها ضد زعيم المختارة فقط، إنما هو بمثابة تسخين للساحة اللبنانية، قد يصل إلى نسف كل التسوية السياسية التي جاءت بالجنرال عون إلى بعبدا، وصولا إلى فرط الحكومة إذا ما اقتضى الأمر ذلك.
إن الحطب الذي يضعه الحزب الآن تحت القدر الحكومي من أجل إشعاله فيما بعد هو التصعيد الإعلامي ضد المملكة العربية السعودية التي ينظر إليها الحزب كشريك فعلي إلى جانب الإدارة الأميركية، فإذا كان دور المرشد الايراني هو التصدي المباشر للرأس الأميركي، فإن دور المرشد اللبناني هو التصدي للشريك السعودي.
إقرأ أيضًا: المواجهة الأمركية الإيرانية : أين؟
لذا فأنا لن اتفاجأ أبدا إذا ما عاد من جديد شعار " الموت لآل سعود " يصدح في الضاحية الجنوبية مع الاطلالة المرتقبة للسيد حسن نصرالله بعد أيام قليلة، ولا يحدثني أحد عن العهد الجديد وإحراجه وتامر السبهان وزياراته ،، عندما تكون إيران " بالدأ ".