رغم بعض المظاهر اإليجابية التي تطفو على سطح ازمة قانون االنتخاب من وقت الى آخر من خالل تراجع وتيرة السجاالت الحادة واستئناف السير على خطوط المواصالت السياسية من خالل االجتماعات الثنائية، فان مجمل المعطيات المتصلة بالعقد التي ال تزال تعترض والدة القانون، تشير الى استمرار التأزم وغياب القواسم المشتركة لدى الراغبين بالقانون الجديد، كما المتمسكين بالنافذ من دون تقديم بديل. وفي غياب اجتماعات »الرباعية«، تستمر »الثنائيات« بين القوى السياسية في وتيرة مكثفة، كما ابلغت مصادر مطلعة وسط حرص شديد من الجميع على االستقرار السياسي وكل العناوين الوطنية من دون ان يحول االمر دون االق�دام نحو قانون جديد يساهم في ترسيخ المصالحات واالستقرار وتعزيز الوحدة الداخلية. ولفتت الى ان فريق التحالف المسيحي يكثف اتصاالته ويعرض صيغا جديدة ضمن »المختلط« الذي تحول الى ثابتة اساسية لدى كل القوى الن ال بديل منه في المرحلة الراهنة. واعتبرت ان عودة بعض االطراف السياسية ال سيما »الثنائي الشيعي« الى مواقفها المبدئية خصوصا طرح النسبية، مجرد رد على المطالبين باالبقاء على النظام االكثري الكامل من ضمن سياق شد الحبال المتبادل بين ضفتي المؤيدين لالكثري المطلق والنسبي الكامل، من اجل الوصول الى مساحة وسطية تجتمع عليها كل القوى السياسية. وشددت على ان االتصاالت مستمرة واط�راف اللجنة الرباعية لم يتراجعوا عن مواقفهم وخصوصا الثنائي، اذ يؤكد من يلتقونه في هذا المجال انه منفتح على بحث الصيغ المطروحة وقد تقدم بصيغة للمختلط اخيرا. وليس بعيدا، وفي ما يعكس تضاربا صارخا لدى فريق معارضي اجتماعات »الرباعية« ومنتقديها ازاء الصيغة المنشودة لقانون االنتخاب، برز موقفان من دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة لكل من حزبي »الكتائب« و«االشتراكي«، فاالول يذهب في رفضه قانون الستين الى ابعد حد في حين يعلن الثاني جهارا تمسكه به. ولم يحجب الدخان االنتخابي الكثيف فوق الساحة المحلية النظر عن الزيارة »المهمة« التي قام بها وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الى بيروت. واذا كانت جولة المسؤول الخليجي تأتي »لتستكمل البحث في المواضيع التي تم االتفاق عليها خالل زي�ارة الرئيس عون السعودية في مجال تعزيز العالقات الثنائية بين البلدين«، وفق ما أعلن السبهان نفسه، فانها تكرس وفق مصادر متابعة قرارا اتخذته »المملكة«، بعد التسوية الرئاسية، باعادة حجم حضورها على المسرح اللبناني الى سابق عهده. ّ ويصب إبالغ السبهان عون بعد زيارته في بعبدا »بتعيين سفير جديد للمملكة العربية السعودية في لبنان وبزيادة رحالت شركة الطيران السعودية الى مطار رفيق الحريري الدولي وعودة السعوديين لزيارة لبنان وتمضية عطالتهم السياحية فيه«.