زار رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو على رأس وفد، مقر المجلس السياسي في "حزب الله"، حيث استقبله رئيس المجلس النائب السابق السيد ابراهيم أمين السيد، في حضور عضوي المجلس السياسي محمود القماطي وسعيد ناصر الدين. وضمَّ وفد القومي الى الرئيس قانصو، عميد الخارجية حسان صقر، عميد الاعلام معن حمية، العميد وائل الحسنية ونائب رئيس المكتب السياسي الدكتور كمال النابلسي.
وجرى خلال الزيارة، بحسب بيان للقومي، عرض "للأوضاع العامة على الساحتين اللبنانية والقومية، وكانت الأراء متوافقة لجهة تشخيص التحديات التي تواجه المنطقة، لا سيما التحدي الذي يمثله العدو الصهيوني، والقوى الارهابية المتطرفة، وكان الموقف واحدا بخصوص مواجهة هذه التحديات وما تمثله من أخطار".
وتطرق المجتمعون إلى القانون الانتخابي في لبنان، حيث أكد الحزبان "حرصهما الشديد على ضرورة الاسراع في انجاز قانون جديد للانتخابات يحقق صحة التمثيل ويحصن استقرار لبنان ووحدته الوطنية، وتم التأكيد على متانة العلاقة القائمة بين الحزبين".
وبعد الزيارة قال قانصو: "قمنا بزيارة المجلس السياسي لحزب الله ممثلا برئيس المجلس السيد ابراهيم أمين السيد والأخوة، وتبادلنا وجهات النظر حول مختلف مستجدات الأوضاع إن على المستوى القومي أو الإقليمي أو اللبناني وكانت وجهات النظر متطابقة لجهة أن قوى المقاومة والممانعة تنجز في الميدان السوري المزيد من الانتصارات وأن مصير الإرهاب في سورية كما في العراق هو إلى زوال وبوقت قريب".
وأضاف: توقفنا في الموضوع اللبناني أمام الوضع السياسي الراهن فأبدينا ارتياحنا لحالة الوفاق والتفاهم التي تسود في البلد وانعكاساتها الإيجابية على مجمل الأوضاع العامة، إن كانت الأوضاع الأمنية أو الاقتصادية، وتمنينا أن تؤدي هذه الأجواء من التفاهم والحوار المفتوح ما بين القوى السياسية إلى إنتاج قانون جديد للانتخابات النيابية. نحن كما الأخوة في حزب الله نرى أن الصيغة الأمثل لهكذا قانون، هي الصيغة التي تقوم على النسبية وعلى الدائرة الواحدة، لإننا وبعد تجربة طويلة مع النظام الأكثري الانتخابي توصلنا بما لا يقبل الشك أن هذا النظام لم ينتقل بلبنان إلا من أزمة إلى أخرى بينما النظام النسبي لم يجرب بعد ولا لمرة واحدة ويقيننا بأنه أفضل الصيغ لتمثيل كل القوى السياسية وبأحجامها الفعلية كما أنه من شأنه أن يؤمن للعملية الديمقراطية عناصر سلامتها ويؤسس لتمثيل عادل وصحيح على نحو ما نص عليه اتفاق الطائف. هنا نعود للتذكير إلى ما طرحناه على طاولة الحوار الوطني لجهة أن الدستور اللبناني واضح بمادته الثانية والعشرين التي قالت بانتخاب مجلس نيابي لا طائفي، واستحداث مجلس شيوخ لتمثيل العائلات الروحية. فلماذا لا نصرف جهودنا كقوى سياسية إلى ما اتفقنا عليه من توجه نصت عليه هذه المادة بصراحة ووضوح".
وختم قانصو: "هذا مجمل ما تناولناه مع سماحة رئيس المجلس السياسي لحزب الله، ونحن دائما على تشاور ودائما على تواصل مع قيادة حزب الله بما يجمعنا مع هذه القيادة من ثوابت استراتيجية لا تتبدل ولا تتغير بل بالعكس تماما تتطور باستمرار وتتعزز باستمرار".
بدوره قال السيد: نعبر عن السرور الكبير باستقبال الأخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة الأخ العزيز والصديق الكبير معالي الوزير علي قانصو ونعبر عن شكرنا لزيارتهم الطيبة خصوصا في هذه الظروف".
وأضاف: "حين يلتقي حزب الله مع الحزب القومي تستحضر بشكل سريع القضايا القومية الكبرى والقضايا الاستراتيجية والوطنية لإننا معا من الأحزاب التي تأسست على استراتيجية كبرى تتعلق بمصير المنطقة، وبناء على هذا فإن ما سمعته من رؤية ومن تحليل حول القضايا التي تخص المنطقة بما فيها من تطورات وانجازات، خصوصا في الساحة السورية، وما حصل أيضا في لبنان في الفترة الأخيرة، كله رؤية وتحليل متطابق، وليس هناك ما يشير إلى أي خلاف في هذه الأمور. لكن أيضا نحن وإياهم مع القوى السياسية والحلفاء وبقية القوى السياسية، معنيون بأن نمارس مسؤولية عالية في انجاز قانون الانتخابات لإنه مدخل إلى بناء السلطة في المستقبل على أسس من المشاركة والاستقرار، كي لا يشعر اللبنانيون بالتهميش، ولا يشعر اللبنانيون بأن آراءهم مصادرة، وهذا حق من حقوق اللبنانيين، وحق من حقوق البشر أصلا، ونأمل أن تصل القوى السياسية بسرعة إلى نتيجة في صياغة قانون انتخابات مرضي ومقبول ويحمل معايير واضحة ودقيقة وواحدة، تؤمن هذه المشاركة، وتؤمن هذا الحق للبنانيين".
وختم: "مع الأسف الزمن كان طويلا لإنجاز قانون انتخابات له هذه الأهمية السياسية في لبنان، وأن تؤجل الأمور في الزمن المريح ليناقش قانون خطير في الزمن الصعب، هذه مؤشرات ليست سليمة أبدا مع ذلك نأمل أن يصل الجميع إلى قانون من هذا النوع".