أخي : الدولة العلمانية الديمقراطية لا تفرض عليك مطلقا أن تأكل لحم الخنزير والميتة والدم واللحم غير المذبوح على الطريقة الشرعية ولا تفرض عليك أن تأكل لحوم الحيوانات المفترسة والحشرات المحرمة شرعا ولا تفرض عليك أن تشرب الخمرة وتلعب القمار والزنا ولا تمنعك مطلقا من الصلاة والصيام والحج والدعاء والبكاء من خشية الله تعالى ولا تمنعك من بناء المساجد والحسينيات والمكتبات الدينية والدعوة إلى دينك بصوت خفي وعالٍ وليلا ونهارا والدولة العلمانية الديمقراطية واجبها أن توفر لك الضمان الصحي والضمان الإجتماعي وضمان الشيخوخة وبرلمانها مفتوح على تشريع كل قانون من شأنه أن يبعث في حياتك الراحة واليسر والإطمئنان وتطوير حياتك من كل جوانبها ويجتهد برلمانها كل آن وحين لكي يشرع قوانين جديدة دائما ودوما لكي يجعل حياتك تشبه حياتك في الجنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية يوجد فيها أغنياء وغير أغنياء لكن لا يوجد فيها فقراء مطلقا لأنه ممنوع أن يكون فيها مواطن فقيرا إن لم يكن غنيا ، الدولة الديمقراطية العلمانية أيقنت أنه لا يولد الحكم الإستبدادي إلا بسبب عدم تداول السلطة لذلك أوجبت وجوبا حاسما تداول السلطة ومنعت احتكار الحكم بيد واحد وعائلته مدى الحياة مهما كان قديسا متقدسا ذات قداسة.
إقرأ أيضًا: خلود الروح أو النفس
وأيقنت أن الحكم الاستبدادي نتيجة عدم وجود أحزاب سياسية متنافسة لذلك أوجبت وجود أحزاب متعددة متنوعة متنافسة في ظل فضاء آمن خال من سرطان الإغتيال والقمع والإرهاب وأيقنت أيضا أن الحكم الإستبدادي هو وليد انعدام الحرية الفكرية والحرية السياسية ولذلك أوجبت وجود الوسائل الإعلامية الحرة ، فالدولة الديقراطية العلمانية بكل تأكيد حرام شرعا أن نصفها بأنها ضد الله وضد الأنبياء وضد الأديان هي حيادية بامتياز هي مسالمة بامتياز هي موادعة بامتياز لا ضد ( ولا مع ) وإن دائرتها إنسانيا أوسع من دائرة الدولة الدينية أو المذهبية أو الفلسفية العقائدية الإيديولوجية يعني حضنها الإنساني أوسع من حضن كافة أشكال الدولة .
الدولة العلمانية الديمقراطية هي ذات مؤسسات حيادية من قضية الأديان والمذاهب هي تكفلت بخدمة الإنسان بوصفه إنسانا لا بوصفه يهوديا ولا مسيحيا ولا شيعيا ولا سنيا ولا بوذيا .
الدولة الديمقراطية العلمانية جاءت ردا على الدولة الدينية التي لا يمكن ومستحيل وألف الف مستحيل أن لا يتم التجارة بالدين في ظل الدولة الدينية والدين بريء من كل انسان يبني دولة باسمه لأن الدين لم ينزله الله تعالى بغاية أن نبني فيه دولة أبدا ومطلقا وبتاتا إن الدين مجموعة محدودة جدا من المحرمات والواجبات لا تحتاج إلى دولة مطلقا وإحياؤها في النفوس والعقول لا يحتاج الى بناء دولة باسمه مطلقا والأيام كشفت عن وضوح ذلك وضوح الشمس والإنسانية تسير إلى الأمام لتأكيد هذا الأمر الواضح.