لم يعد الحديث عن المواجهة الأميركية الإيرانية في دائرة التساؤل؟ بل انتقلت مع قرارات دونالد ترامب الأخيرة، ورزمة العقوبات المفروضة على إيران إلى مرحلة الحدوث والفعل، بالحد الأدنى من الجانب الأميركي فيما اختصرت ردة فعل الجانب الإيراني ورده حتى اللحظة على التهديد والوعيد والعروض العسكرية، بانتظار "الزمان والمكان المناسبين"
صحيح أن انتظار إيران لن يكون على الطريقة السورية برده على الاعتداءات الاسرائيلية، ولكن الصحيح أيضا أن الطريقة الايرانية المتبعة على الدوام ،هي عبر البحث عن ساحات عربية تخاض فيها حصرا المواجهات الضخمة وبالدم العربي والضحايا العرب ..
إقرأ أيضًا: الشيخ حسن روحاني ،، والنفاق الفضائي
وعليه وبجردة سريعة على الاحتمالات المطروحة نجد أن سوريا بسبب التواجد العسكري الروسي، هي خارج نطاق التغطية، أما لبنان لم يعد يشكل كما في السابق الساحة المفضلة إيرانيا، أولا بسبب القرار الدولي (1701) وما يشكل من ردع دولي، وثانيا بسبب استنزاف حزب الله في القتال السوري مما يجعل من أي إشعال للساحة اللبنانية تجعل منه بموضع المنتحر بين نارين لا قدرة له على احتمالهما.
أما العراق فإن الجغرافيا السياسية، تحتم على الايراني إبعاد أي لهيب مفترض عن حدودها، بما يشكله العراق من خط دفاع أخير من المبكر استعماله في هذه المرحلة على الاقل،
وعليه لا يبقى في الميدان إلا حديدان اليمن المسكين، مع الاشارة إلى أن شعار "الموت لاميركا" الذي صمد على رايات الحوثيين ولم يمح كما محي عن حيطان طهران في الرحلة الاوبامية يمكن الاستفادة منه بسهولة، مما يعني أن كل المؤشرات تدل على أن الجغرافيا اليمنية ستكون هي المؤهلة للنزال، وهذا ما يؤكده وصول المدمرة الامركية "كول" الى السواحل اليمنية، وخلفها صديقتيها حاملتا الطائرات " نيوجرسي" و "لنكولين" وبرفقتهما عدد من السفن وسفن الانزال وقد عبروا جميعهم قناة السويس ..
إقرأ أيضًا: تزكية جنبلاط أصدق من أصدقهم
وفي مقابل كل هذه الترسانة الاميركية الضخمة وفي سياق "التحضّر" الايراني للمواجهة يأتي خبر إطلاق الصاروخ البالستي على غرب الرياض !!!
فهل سترتدع ايران قبل إدخال اليمن في مغامرة " كربلائية " على غرار ما حصل في الجنوب اللبناني 2006 أم أنها وكما أظن ماضية بالمواجهة ولن ترتدع إلا على انقاض ما تبقى من اليمن.