يبدو أن لا شيء ولا أحد يقدر على عرقلة سيل مسلسل "باب الحارة" الذي أصبح أطول مسلسلات الأجزاء عربياً في الحلقات المتصلة. لا موت بعض الأبطال او انسحابهم، ولا الحرب التي حطّمت استوديواته الأساسية، ولا الخلافات حول حقوق الملكية، ولا الانقسام حول جودته، ولا الضغوط الرسمية من لجنة صناعة السينما والتلفزيون في سورية، ولا "الأحداث الهندية" تحول دون انتظار المشاهد جزءاً تاسعاً في رمضان المقبل، من كتابة سليمان عبدالعزيز، وإخراج ناجي طعمة، وإنتاج بسّام الملّا الذي أصيب بعدوى التوريث، النتيجة الدائمة لطول الوجود على أي نوع من الكراسي، "بحكم العادة في مجتمعاتنا". المشهد الافتتاحي للجزء المقبل، يشهد مشاركة شمس ابنة الملّا (بعد ابنه ادهم في الأجزاء السابقة) بشخصية "صفا" الشابة التي تقتل جنوداً فرنسيين انتقاماً لأهلها، فتلجأ هاربةً إلى "حارة الضبع" متنكرة بزي رجل.
وفي استمرارية لاستراتيجية إدخال الشخصيات الجديدة، لتجديد الدماء، يشارك الممثل طارق الصبّاغ بدور "نزار" موظف في مديرية الاتصالات وابن عم "صفا" وخطيبها الذي يتزوّج منها في الحارة من طريق "أبو حازم" (عبدالهادي الصبّاغ). وفي تكريس لخط "الدخيل" و"العميل" الذي يسود في كثير من الأجزاء السابقة، يدخل الحارة كلّ من "نيازي" (باسل حيدر) ومعاونه "عزمي" (معن كوسا) تحت ستار "جمعية خيرية"، بينما الهدف الحقيقي هو البحث عن الآثار وسرقتها، فيصبحان عدوين لدودين لـ "بو حازم"، أيضاً في إسقاط للأوضاع الراهنة من تدمير للمعالم الحضارية على أحداث العمل. ويجتمع شمل "فوزية/أم بدر" بشقيقتها التوأم "سكرية" التي تقتحم حياتها آتيةً من فلسطين، فتتحكم بتجارة "أبو بدر" (محمد خير الجرّاح) في الأقمشة، حتى تذهب بثروته التي هبطت عليه في الجزء الثامن. سيشكل دور التوأمين تحدياً درامياً للممثلة شكران مرتجى التي تجسّد الشخصيتين، بعدما نجحت بوضع بصمة كوميدية خاصة بدور "فوزية".
ومقابل الممثلين الجدد، ينسحب ممثلون شاركوا في الأجزاء السابقة. سلاف فواخرجي أوضحت في بيان صحافي أن شخصيّة "جولي" التي تعرفّ اليها الجمهور بالجزء الثامن، كان من المفترض أن تحمل تطوّراتٍ درامية كبيرة في الجزء التاسع، وتمضي لمسافةٍ أبعد "بإبراز المشاركة الفاعلة لهذه الشخصية المتنوّرة بمجتمعها، ولكن وعود القائمين على العمل بإغناء النص لم يتم الإيفاء بها". والحل دائماً موجود لدى المنتج الملّا، اذ استبدلها بالممثلة رنا الأبيض. ونجا العمل من انسحاب آخر، إذ أعلنت الممثلة كندة حنّا تراجعها عن عدم مشاركتها بشخصية "سارة اليهودية" زوجة "العكيد معتز" (مصطفى سعد الدين)، قائلةً أنها وبعدما نشرت خبر اعتذارها بسبب عدم تضمن الشخصية تطورات ترضيها، عادت وتراجعت عن قرار عدم المشاركة بعد إلحاح الشركة المنتجة وإجراء التعديلات الملائمة على الدور. وينضم الممثل الليث مفتي بشخصية "ظافر" التي انسحب من تقديمها الممثل معتصم النهّار. ويحلّ الممثّل يزن السيّد مكان زميله يحيي بيازي بدور "بشير". وتعود الممثلة صباح بركات الى شخصية "أم حاتم" بعدما قدمت الدور في الجزءين السادس والسابع، واستبدالها بالممثلة ناهد الحلبي التي قدمت الدور في الجزءين الخامس والثامن أخيراً، في سلوك تناوب يشبه "لعبة الكراسي".
ولا يخلو الجزء المقبل من الوفيات في الأحداث الجديدة، إذ تشهد شخصية "ظافر" تطوّرات كبيرة، قبل أن تقتل على يد "سمعو" (فادي الشامي) بسبب صورة طليقته "دلال" (روبين عيسى بدلاً من أناهيد فياض)، التي يحملها دائماً في جيبه، وباستخدام خنجر "معتز"، ما يؤدي إلى دخول الأخير سجن القلعة. وتتوالى الأحداث، ليموت أيضاً "أبو ظافر" (أسعد فضة) كمداً على وفاة ابنه، كـ "أبو حازم" على يد الفرنسيين و"الكومندان" الفرنسي (جمال قبّش) على يد "معتز" الناجي من حكم الإعدام. وأما "الوفاة الهوليودية"، ستكون من نصيب "النمس" (مصطفى الخاني) الذي تسير الجنازة به الى القبر، قبل أن يعود من الموت حياّ يرزق!
ويعتمد العمل المقبل على حدث رئيس يتمثل بـ "لقيط" أبو عصام (عبّاس النوري). يجده أمام باب منزله فيقرر تبنيه وتربيته، ما يجر عليه وابلاً من الشكوك والاتهامات من قبل أهل الحارة حول أبوته الحقيقية للطفل. أما الحقيقة فهي أن أمه تختار "ابو عصام" عمداً لتدسّ عليه مولودها، لينشأ في "بيت عز"، قبل أن تدخله متنكرةً كخادمة ومرضعة لابنها. وتواجه الحارة مرّة أخرى ومتكررة حصار المحتل الفرنسي الذي يمنع ادخال الطحين. وأما الزواجات الجديدة، فلا تشمل "عصام" (ميلاد يوسف) المتعدد الزوجات، بل يزداد شغفه بالسينما التي دخلها في الجزء الثامن كمشاهد، فيصبح عاملاً فيها بسبب ضائقة مادية يمر بها، ولكن "أبو حازم" يتزوج من "ام حاتم".
(الحياة - لها)