غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه في تويتر: "إن إيران تلعب بالنار ولا يقدرون كم كان الرئيس أوباما لطيفا معهم. لن أكون هكذا"، وذلك بعد يوم من إعلانه عن تحذير رسمي أمريكي لإيران بشأن اختبارها صاروخاً باليستياً.
وردّ وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف على نفس المنبر التويتري: "إن إيران لن تتأثر بالتهديدات، لأنها تستمد أمنها من الشعب، ولكننا لن نبدأ حرباً ولكن يمكننا الدفاع على وسائلنا الدفاعية الخاصة فقط".
أما الرئيس الإيراني لم يردّ على الحرب الإعلامية التي شنّها نظيره الأمريكي الذي اعتبره روحاني حديث عهد بالسياسة، وبحاجة إلى سنوات للحصول على الخبرة.
وبينما إيران تعتبر أن صواريخها الباليستية لم يتم تعبئتها لحمل الرؤوس النووية، فضلاً عن أنها تعتبر البند المتعلق ببرنامجها الصاروخية في الاتفاق النووي، غير ملزماً، حيث أن هذا البند يطلب من إيران إيقاف اختباراتها الباليستية، ولا تُلزم إيران، ويؤكد الاتحاد الأوربي وروسيا على ذلك، إلا أن الإدارة الجديدة الأمريكية ترى في هذا الاختبار مناسبة جيدة لفتح صفحة جديدة مع إيران تختلف تماماً عما كانت عليه قبل مجيء ترامب، عنوانها المواجهة وليس المماشاة أو اللطف وفق ترامب.
إقرأ أيضًا: رسالة إيران الصاروخية لترامب: خوش أمديد
هل إن الرئيس ترامب يريد التصعيد مع إيران لدرجة المواجهة العسكرية بينما يواجه عدم الترحيب من قبل شرائح واسعة في الداخل الأمريكي والأوربي، وأثارت قراراته أكبر استقالة جماعية بين موظفي ومسؤولي وزارة الخارجية كما تمرّد القضاء على أوامره إضافة إلى مظاهرات يومية في كثير من المدن، هل إن التصعيد مع إيران لصالح ترامب؟
ربما يرد خبراء بالنفي على هذا السؤال، حيث أنه لا يتمكن من القتال في جميع تلك الجبهات التي فتحها مع شعبه ومع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، اي الدول الأوربية، ولكن هناك احتمال قوي لفتح ترامب معركة عسكرية مع إيران، كأفضل طريق لتوحيد الصفوف في الداخل، على غرار رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تاتشير التي لم تتمكن من إقناع معارضيها في الداخل وإنهاء بالمظاهرات اليومية التي كانت تقوم بها المعارضة في شوارع لندن، إلا بعد دخولها في حرب الفوكلند مع الأرجنتين، في بداية الثمانينات من القرن المنصرم.
فضلاً عن أن هناك الكثير من حلفاء الولايات المتحدة، يتمنون وقوع حرب بين أمريكا وإيران، وهم إسرائيل التي تخّطط لهكذا حرب وربما كانت مستعدة لشنّها ضد إيران خلال سنوات ماضية، وفي الدرجة الثانية دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ترحب بتلك المواجهة وربما تتحمّل قسماً من تكاليفها.
إقرأ أيضًا: الممثلة والمخرج الإيرانيين لن يحضرا حفل أوسكار
فحتى الأن هناك ثلاثة محفزات لترامب لشنّ حرب ضدّ إيران: توحيد الصفوف في الداخل ووضع الشعب الأمريكي إلى جانبه، وكذلك استرضاء الكيان الصهيوني وخصوم عربية.
ولكن يبقى موضوع القوة الصاروخية الإيرانية موضوعاً جديراً للتحسّب قبل القيام بأي مواجهة عسكرية، وهذا ما أكد عليه الجنرال سلامي الذي صرّح يوم الخميس بأن القوة الصاروخية الإيرانية ألقت الرعب في قلوب أعدائها وهم يخافون جداّ من قدراتنا، لأنهم يعلمون بما أعددنا لهم داخل جبالنا وتحت أراضينا من العدة العسكرية.