بعد أربع ساعات من قول الرئيس الاميركي دونالد ترامب إن "ايران تلعب بالنار" وتأكيده في تغريدة صباحية أنه لن يكون "طيباً" حيالها مثل سلفه باراك أوباما، فرضت وزارة الخزانة عقوبات اقتصادية جديدة عليها، في خطوة عقابية أولى تتخذها الادارة الاميركية الجديدة رداً على اطلاق ايران صاروخاً باليستياً قبل أيام وسلوكها "الاستفزازي" في المنطقة .
وأفاد المسؤولون الحكوميون في ايجازات خلفية أن العقوبات كانت قيد التحضير قبل تجربة اطلاق الصاروخ، وقبل اطلاق القوات الحوثية في اليمن صواريخ على فرقاطة سعودية، في مؤشر لكون البلدين يسيران ببطء على خط مواجهة جديدة.
وشملت العقوبات 25 شخصية ومؤسسة تساهم في تطوير البرنامج الصاروخي الايراني، أو تخدم فيلق القدس التابع للحرس الثوري "الباسدران" والذي يعمل عن كثب مع تنظيمات تصنفها واشنطن ارهابية مثل "حزب الله" وتنشط في سوريا والعراق.
وصرح المسؤول في وزارة الخزانة جون سميث أن "الدعم الايراني المستمر للارهاب وتطوير برنامج الصواريخ الباليستية يمثلان خطراً على المنطقة، وعلى شركائنا في العالم كله وعلى الولايات المتحدة". وقال: "الاجراء الذي اتخذناه اليوم هو جزء من الجهود المستمرة للوزارة للرد على نشاطات ايران المؤذية في الخارج والتي تقع خارج نطاق خطة العمل المشتركة الشاملة" أي الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا الموقع عام 2015.
وكان عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية السناتور الجمهوري بوب كوركر، قد بعثوا برسالة الى ترامب الخميس حضوه فيها على معاقبة ايران اقتصادياً كي " يشعر زعماء ايران بالضغط الكافي لوقف أعمالهم التي تتسبب باضطرابات عميقة، من رعاية التنظيمات الارهابية الى مواصلة اختبار الصواريخ الباليستية". كما أيد رئيس مجلس النواب الجمهوري بول ريان فرض عقوبات جديدة.
وتطاول العقوبات شبكة أساسية تعمل مع "حزب الله" بمن في ذلك المسؤول في "فيلق القدس" حسن دغهان الابرهيمي وشريكه محمد عبد الامير فرحات، ويحيى الحاج وعدد آخر من الشركات اللبنانية العاملة معهم.
وجاء في البيان ان العقوبات فرضت على حسن الابرهيمي المقيم في لبنان لأنه مرتبط بعلاقات مباشرة مع القادة البارزين في "فيلق القدس" في طهران ولانه يعمل لمصلحته. وتتهم الوزارة الابرهيمي "بتسهيل تحويل الاموال النقدية الى حزب الله والتي تصل قيمتها الى ملايين الدولارات، عبر شركة وعد" التي فرضت عليها وزارة الخزانة عقوبات في السابق.
وفرضت العقوبات على محمد عبد الامير فرحات ويحيى الحاج لانهما موظفان عند الابرهيمي. وأوضحت الخزانة الاميركية ان "الابرهيمي وموظفيه يستخدمون شبكة من الشركات العاملة في لبنان ولها علاقات في مجمل منطقة الشرق الاوسط لتحويل الاموال وتبييضها واستخدامها في أعمالهم. والابرهيمي يدير شركة ماهر للتجارة والبناء، والتي تستخدم لتبييض الاموال وتهريب البضائع الى "حزب الله"، ومركزها مثل شركة وعد في بيروت. وفرضت العقوبات اليوم على شركة ماهر لان الابرهيمي يملكها ويديرها".
كما فرضت العقوبات على بعض الشركات التي تنشط في مجالات الصيدلة والمقاولات التي يملكها محمد عبد الامير فرحات ومركزها لبنان، لكنها تقوم أيضاً باعمال في العراق والكويت.
على صعيد آخر، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان البحرية أمرت بنشر المدمرة "يو اس اس كول" قبالة سواحل اليمن، رداً على هجوم شنه الحوثيون على فرقاطة سعودية.
ايران للرد بالمثل
وتحدثت وزارة الخارجة الايرانية عن "الرد بالمثل" على فرض الادارة الاميركية الجديدة عقوبات على طهران.
جاء في بيان للوزارة نقلته وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء "ارنا" الرسمية ان ايران "سترد بالمثل وبالشكل المناسب على الخطوة... بسبب اقدام الادارة الاميركة على ادراج اسماء بعض الاشخاص والمؤسسات الايرانية على لائحة العقوبات اللامشروعة بذريعة الاختبار الصاروخي الاخير". واعتبرت ان العقوبات "تتناقض مع التزامات اميركا والقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن نصاً وروحاً" في اشارة الى الاتفاق النووي لعام 2015.
واضافت ان طهران "ستفرض وفقاً لمبدأ الرد بالمثل بعض القيود القانونية على جهات تشمل افرادا وكيانات أميركية ساهمت في تشكل أو دعم الجماعات المتطرفة والارهابية في المنطقة".
وأشارت الى ان الجهات الاميركية التي ستشملها القيود ستكشف لاحقاً.