هل بات الاصلاح من صفات قرنة شهوان، والفساد من صفات القيّمين على هذا البيان، ومن يقف وراءهم من المجلس الشيعي الاعلى؟
يقف اقطاب في المجلس الشيعي الاعلى بوجه الدعوات الى الاصلاح في المجلس الشيعي الاعلى، وهم من الفعاليات البارزة ولهم آراءهم وادوارهم. والمتأذين من دعوات الاصلاح يصدرون بيانات تهجمية على الساعين الى تصحيح الخلل الفاضح.
ويقول هذا البيان التهجمي ما يلي:
(التخطيط لإقامة مشروع قرنة شهوان شيعي بديلاللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ومهمتهم العداء للمقاومة بشكل عام حزب الله خصوصاً وحركة أمل من داخل الطائفة، عبارة عن: ابراهيم شمس الدين، المدعو عماد قميحة ما يسمى اعلامي، المدعو علي الامين ما يسمى صحافي، المتمشيخ عباس الجوهري، المتمشيخ محمد الحاج، وتشكيلة من الأحذية الأمريكية والإسرائيلية.. قناة الجزيرة الراعي الرسمي.*#بئس_العبيد_أنتم.).
هكذا وبهذا الاسلوب اللاخلاقي تم توزيعه على كروبات “الواتساب”. فمن يقف وراءه؟ هل وصل الشيعة الى وقت يشتمون بهذا المستوى المتدني كل من يعارضهم وكل من يسعى لاصلاح أمرهم.
وفي هذا الاطار اتصلت “جنوبية” مع العلامة الشيخ محمد علي الحاج، الذي قال ردا على ما ورد عبر مجموعات الواتساب:
“واضح أن من صاغ البيان أراد منه التعمية على الحقائق، كون اجتماعنا- كنخب شيعية فاعلة- أتى انطلاقا من حرصنا على تفعيل عمل المؤسسة الشيعية الأم في لبنان (المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى)، وهذا ما ينبغي أن يكون هدفا رئيسا للأخوان في حزب الله وحركة أمل.
“وكان هذا المنشور لتشويه الصورة الحقيقية للإجتماع، وللإيحاء بأن خلف هذا الإجتماع أهداف سياسية مشبوهة، بل تم الإيحاء وكأن خلف الإجتماع أهداف خارجية دولية، كل ذلك لتحريف الحقائق، والتهرب من مسؤولية تعطيل القوانين في المجلس الشيعي، ومصادرة رأي الشيعة!
“وكون المنشور السخيف أتى على ذكر المقاومة- التي لم تكن مورد بحثنا، ولم يتم ذكرها في الإجتماع إطلاقا- فيهمنيّ أن أقول: إن نضالنا الشريف في السعيّ لحفظ الأمانة التي تركها للشيعة الإمام السيد موسى الصدر، وجهادنا السياسي سعيا لترسيخ حضورالشيعة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، وإن رفضنا لأي فتنة طائفية إسلامية… كل ذلك يندرج في إطار الوفاء للشرفاء والمضحين في أمتنا، وهو بعكس من يفرط بجهاد ونتاج حركة النهضة الشيعية التي انطلقت من نحو نصف قرن، وكان في طليعتها الإمام السيد موسى الصدر، والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والإمام السيد محمد حسين فضل الله.
من هنا ينبغي الإشارة الى عدة نقاط :
أولا: إن البحث في هذا الإجتماع كان محصورا بالتداول بنقطة واحدة فقط، وهي (رفض مصادرة رأي الهيئة العامة في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ذلك عبر التمديد المتكرر للمجلس، الذي جرت آخر انتخابات فيه من أكثر من اثنين وأربعين عاما!) .
ثانيا: لم يبحث المجتمعون مسألة تشكيل أي إطار سياسي شيعي، لا على غرار (قرنة شهوان) ولا سواها، علما أن أحد الصحافيين- الذي نحترمه- نشر مقالا يعتبر فيه اجتماع هذه النخبة، على قضايا ذات أهمية بالغة الحساسية لدى الشيعة، قد يؤدي للسير على خطى تشكيل لقاء كلقاء (قرنة شهوان) هذا الإطار الذي جمع نخبة من ساسة المسيحيين في لبنان، ما ساهم حراكهم في تغيير المعادلة السياسية وقتذاك.
ثالثا: إن الشخصيات المجتمعة أتت من مشارب مختلفة، ومن خلفيات متعددة، لا يجمعها أي مشروع سياسي، بل يقتصر اتفاقها على رفضها للعبث بالقوانين والأنظمة على مستوى المؤسسات الدينية الشيعية الرسمية، والتي يسودها التسيب الفاضح، علما أن الدعوة كانت موجهة من معالي الوزير ابراهيم شمس الدين، وكانت محصورة بدراسة قانون تمديد ولاية الهيئتين الشرعية والتنفيذية في المجلس الشيعي فقط.
رابعا: وفي سياق الحديث عن لقاء قرنة شهوان، الذي كان يعبّر عن طموحات وآمال الشارع المسيحي في زمن الانتداب السوري، ومع كوننا لسنا بصدد لقاء مماثل، لكننا لا يمكننا إلا أن نكبر تعاطي الأخوة في حزب الله وحركة أمل مع كافة مكونات قرنة شهوان وحلفائهم، من تصويت كتلة دولة الرئيس نبيه بري على قانون العفو عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، إلى تبنيّ الإخوة في حزب الله للعماد ميشال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية، مع كل جهوده في إقرار القرار1559، ناهيك عن مشاركة الأخوة في الحزب وأمل في تشكيل عدة حكومات مع القوات والكتائب.
أخيرا، ختم العلامة محمد علي الحاج بالقول “أتوجه لضعيف الشخصية الذي صاغ البيان، والذي حاول التلطي خلف شعار المقاومة، علما أنه لا تعنيه المقاومة بشيء، وجلّ همّه المحافظة على الفساد والخلل الراهن في المجلس الشيعي، كي يكون له موطئ قدم فيه، أقول له ولمن معه وخلفه: مُعيب بكم اللجوء للكذب والإفتراء، وكان الأجدى بكم السعيّ للمحافظة على إرث سلفنا الصالح، وعدم التفريط بالمؤسسات، وتضييع المنجزات.. على أن السنن التاريخية خير شاهد بأن الحق سينتصر ولو بعد حين”.