لذلك أؤمن بخلود الروح أو النفس وإن الموت سيعدم الجسد ولن يعدم الروح أو النفس
إن الموت أمر وجودي لا أمر عدمي
يعني الموت هو وسيلة لكي ينقلنا من وجود الدنيا إلى وجود البرزخ
وإنَّ حياة البرزخ صورة عن حياة الآخرة هي نعيم للمظلومين وجحيم للظالمين هي روضة من رياض الجنة للمظلومين وحفرة من حفر النار للظالمين مهما كان دينهم ومذهبهم
ودليلي ( كمسلم ) قوله تعالى :
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ( الزمر / 42 )
هذه الآية واضحة الدلالة على أن النفس تبقى حية في قبضة الله أي تحت سلطة الله حين النوم وحين الموت يعني تنفصل النفس عن الجسد حين النوم انفصالا مؤقتا وتبقى حية في عالم الأنفس والأرواح
وكذلك تنفصل النفس أو الروح حين الموت انفصالا دائما وتبقى حية في عالم الأنفس والأرواح
ودليلي الثاني قوله تعالى :
{ وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ }
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (169/170) سورة آل عمران .
هذه الآيات كذلك تدل دلالة واضحة على أن الإنسان الذي يُقْتَل في سبيل الله أي في سبيل العدل والحق والخير بمواجهة الظلم والباطل والشر فنفسه أو روحه خالدة في جنة البرزخ ولا تذهب إلى العدم تنتظر يوم القيامة !!!!!
وخلود الروح أو النفس في نعيم البرزخ أو جحيمه هو مظهر من مظاهر كرم الله وجوده وعطائه الذي هو فوق ما يتصوره خيالنا عطاء وتعويض إلى أولئك المظلومين
إقرأ أيضًا: الدولة الدينية افتراء على الله
وإلى أولئك المؤمنين الصالحين
وهذا الإعتقاد لا يترتب عليه أي أثر سيء ومردود سلبي ينعكس على أمور الدين أو الدنيا
ودائما أتساءل وأسأل لماذا يُنْكر بعض المؤمنين حياة البرزخ وخلود الروح أو النفس بعد الموت ?!
ما هي الدوافع والغايات التي جعلتهم يجتهدون لإنكار وجود حياة بعد الموت مباشرة !?
وصحيح انه يوجد عندنا عشرات الألوف من الأحاديث منسوبة كذبا إلى النبي وآله ص لكن أحاديث البرزخ متنوعة ومتعددة ومتواترة ومرتبطة بأحداث تاريخية مهمة وغير متناقضة مع القرآن بل إنها توافقه موافقة قوية
وإن كثرة أحاديث البرزخ من مصادر متعددة ومتنوعة تورث الظن القوي جدا جدا بصحتها ومن هذه الأحاديث القوية سندا والمتواترة توترا قويا أن النبي ص وصف الشهيد جعفر بن أبي طالب ع بالشهيد الطيار وحينما سُئِل ص عن سبب توصيفه بذلك قال لقد رأيته يطير بالجنة بجناحين بديلا عن يديه اللتين قُطِعَتا في ساحة الجهاد في الدنيا
والروايات متواترة أيضا التي يقول فيها الحسين عليه السلام لولده علي الأكبر قبل استشهاده بلحظات حينما طلب منه شربة من الماء
قال له يا بني عما قليل سوف يسقيك جدك رسول الله شربة لن تظمأ بعدها أبداً
وروايات من هذا القبيل تفيد فائدة صريحة على خلود الروح أو النفس بعد الموت وتلك هي حياة البرزخ الفاصلة بين حياة الدنيا وحياة الآخرة.