ما زال الحديث عن المحفزات الجنسية للنساء نوعا من المحرمات. فمنذ الظهور المفاجئ لعقار الفياجرا، أصبح النشاط الجنسي والوظيفة الجنسية لدى الرجال الموضوع الشاغل لوسائل الإعلام الشعبية والاستشارات الطبية. ولكن ماذا عن النساء؟ ماذا عن البرود الجنسي لديهن؟ للأسف ظلت قضية البرود الجنسي لديهن صامتة بل بات من الصعب الحديث عنها، وكأن الرجل هو المحرك الجنسي الوحيد في العلاقة الجنسية!
يمكن أن يكون لانخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء أسباب كثيرة، وهي واسعة النطاق. وربما هي انعكاس لما تشكله الرغبة الجنسية للمرأة في المقام الأول: فهي علاقة معقدة من العوامل النفسية والفزيولوجية، وفي كثير من الأحيان عندما يحدث خلل يمكن أن يكون ذلك مزيجا من عدد قليل من العوامل، بدلا من واحدة فقط. ويمكن حصر الاسباب في ثلاث نقاط أساسية، هي:
1. الإجهاد والقلق
لا شك أن الشعور بالقلق والإجهاد قد يكون محبطا لأي نشاط بدني فما بالك بالرغبة الجنسية؟ ضغوط العمل، ومتطلبات الحياة الأسرية، والإجهاد بشكل عام يمكن أن تؤثر كلها على الرغبة الجنسية لدى المرأة لا سيما عندما تأتي مع الإحساس بالتعب مع عدم وجود طاقة جسدية أو عقلية للاستمتاع بأي شيء.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب على الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء على حد سواء. الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى عدم القدرة على الانتصاب لدى الرجال، وغالبا ما يؤدي إلى عدم الاهتمام والإثارة لدى النساء. ويعتقد الأطباء أن فقدان الرغبة الجنسية هي أحد الأعراض الهامة لمشاكل الصحة العقلية أيضا.
2. الهرمونات
يقع الجانب الفزيولوجي للرغبة الجنسية للنساء إلى حد كبير تحت السيطرة الهرمونية. الهرمونات الأنثوية -مثل الإستروجين والبروجستيرون- تلعب دورا هاما في الرغبة الجنسية وحدوث خلل أو عدم توازن بهما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الدافع الجنسي. وتلعب الهرمونات دورا كبيرا خلال حياة المرأة مثل سن المراهقة، الحمل، الرضاعة الطبيعية، وبعد الولادة وبعد استئصال الرحم، وسن انقطاع الدورة، فالمرأة تعيش ضمن دوامة من الهرمونات.
ويؤثر فقدان الرغبة الجنسية على 15% من النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية. وهذا يعني أيضا أن الرغبة الجنسية يمكن بسهولة أن تتأثر بالأدوية الهرمونية: أبرزها حبوب منع الحمل وغيرها من وسائل منع الحمل الهرمونية مثل حقن البروجسترون.
ومن الهرمونات التي ينبغي الحديث عنها أيضا هرمون التستوستيرون الذكري. فقد يأتي الامر بمثابة مفاجأة، ولكن المرأة تملك هذا الهرمون، وتحتاجه بمستوى معين. فهو مهم للرغبة الجنسية كما أنه يؤثر على الاهتمام الجنسي، وكذلك الاستجابة الجنسية لأي الإثارة. ويتم انتاج بعض التستوستيرون في المبايض لذلك فأن إزالة المبايض على سبيل المثال سيكون له تأثير كبير على الرغبة الجنسية – ويؤدي الى انخفاض مستويات التستوستيرون الى النصف. وعلى أي حال، يبدأ انتاج هرمون التستوستيرون بالانخفاض تدريجيا لدى النساء من سن 40 عاما، بغض النظر عن سن انقطاع الدورة الشهرية.
3. أسباب أخرى
فضلا عن الأسباب النفسية والهرمونية المتوقعة لفقدان الرغبة الجنسية للإناث يمكن أن يحدث الامر بشكل غير متوقع بالنسبة لبعض النساء. على سبيل المثال، يمكن أن تتأثر الرغبة الجنسية بشكل كبير نتيجة لاستعمال دواء ما، وهو أحد الآثار الجانبية المعترف بها من أدوية ارتفاع ضغط الدم وكذلك الأدوية المضادة للاكتئاب أو أدوية الصرع. كما تتراجع الرغبة الجنسية بسبب ظروف صحية معينة مثل مرض الغدة الدرقية، وحتى في الحالات المزمنة على المدى الطويل مثل أمراض القلب والسكري.
هل هناك علاج؟
مع وجود مجموعة معقدة من الأسباب المحتملة، يمكن أن يكون علاج فقدان الرغبة الجنسية صعبا جدا. أحيانا يمكن أن يحدث تحسن ملموس عند تغيير حبوب منع الحمل أو إيقاف علاج ما أو علاج حالة صحية ما. لذلك أنتِ بحاجة الى معالجة الأسباب الكامنة وراء البرود الجنسي، وهذا ما يقدمه الطبيب المختص عبر المشورة النفسية الجنسية.
(البوابة)