بعد حوالى شهر من خضوعها للعلاج إثر إصابتها بعدد من الطلقات الناريّة خلال الإعتداء على ملهى "رينا" في إسطنبول ليلة رأس السنة، عادت بشرى اسطفان الدويهي إلى منزلها في زغرتا، حيثُ استقبلتها حشود، ورفعت صورها ولافتات مرحّبة بها في بلدتها، بحسب ما نشرت صحيفة "لوريان لوجور".
داخل منزلها، كانت بشرى محاطة بعائلتها، خصوصًا شقيقتها وجدتها وصديقة الطفولة، وتحدثت بغصّة فيما كانت دموعها تنهمر قائلةً: "ألوم نفسي أحيانًا، وكأنني أشعر بالذنب لأنني نجوت وقتل اثنان من رفاقي". شقيقتها ستيفاني، كانت جالسة الى جانبها تقول لها إنّه لا يمكنها معاكسة القدر.
وروت تفاصيل اللحظات الأولى للهجوم الدموي، وقالت: "لم أهرب، صلّيت مع صديقتي ريتا الشامي. هي تذرّعت لأمّها التي ماتت قبل الإعتداء بـ5 أشهر وأنا توجّهت للسيدة العذراء. العناية الإلهيّة أنقذتني، لم يستطع الأطباء الشرح علميًا كيف مرّ الرصاص، أعتقد أنّ كلمة أعجوبة تشرح ما حصل".
وأضافت: "رفاقي الذين ماتوا حصلوا على السلام الأبدي أمّا أنا التي نجوت، أعاني من عقابيل جسديّة ومعنويّة. ما حصل معي سيرافقني حتى آخر نفس في حياتي"، مع الإشارة الى أنّ بشرى سوف تعود الى المستشفى للخضوع لعملتين جراحيتين، إحداهما لاستخراج رصاصة من القفص الصدري. وعزّت نفسها بالقول: "إلياس ورديني اجتمع بوالديه اللذين توفيا منذ وقت طويل، ريتا أصبحت مع والدتها، أمّا أنا فعدت الى أهلي الذين كانوا ينتظرونني في لبنان".
وتحدّثت عن علاقتها القوية بريتا التي كانت صديقة مقرّبة جدًا منها، وتسهران معًا أسبوعيًا، وقالت: "كانت الى جانبي في كلّ مرة كنت أحتاج لهاـ خلال 4 أعوام، كنا نصطحب والدتها الى المستشفى معًا ونعيدها الى المنزل بعد العلاج". وقد تلقّت بشرى اتصالات عدّة من عائلة ريتا للاطمئنان عليها.
وقالت: "كان عيد ميلاد ريتا مؤخرًا، وهذه المرة الأولى منذ أن شخّصت إصابة والدتها بالسرطان تستطيع أن تكرّس نفسها لنفسها، إحتفلنا بعيد ريتا لخمسة أيام متتالية، مع أصدقائنا ثمّ مع عائلتها وأيضًا مع عائلتي التي كانت كعائلتها".
وتذكّرت بشرى كعكة العيد، وقالت: "شاهدت في صور ألبوم عائلتها صورةً من عيد ميلاد والدة ريتا الـ26، وجلبت لها كعكة كالتي كانت أعدّت لأمّها، ريتا كانت تحب أن تجتمع بوالدتها وكان عيد ميلاد ريتا الـ26 الأخير في حياتها".