كيف وقع الحادث الإرهابي في كيبك؟ وماذا كان رد فعل المصلين خلال هذه اللحظات الصادمة، أين كانت النساء والأطفال وكيف نجوا؟ ما هي جنسيات الضحايا.. كل هذه التفاصيل وغيرها تكشفها شهادة إمام بالمركز الإسلامي الثقافي -الذي استهدفه الاعتداء الإرهابي مساء الأحد.
 
سمير أبو حسين، أحد أئمة المركز الإسلامي، والذي يعمل في فريق "سوشيال ميديا" الخاص بالمركز، قال أنهم كانوا ينظمون فعالية لجمع التبرعات في المسجد لمساعدة أبناء قطاع غزة عقب صلاة العشاء، و"من حسن الحظ أن المجرمين لم يدخلا المسجد وقت صلاة العشاء وإلا كانت الخسائر أكبر، وإنما دخلا بعد انتهاء الصلاة".
 
وأضاف أنه كان قد غادر المسجد بعد الصلاة مباشرة، ثم جاءه اتصال هاتفي بوقوع الحادث الإجرامي، و"عندما رجعت وجدت الشرطة والإسعاف عند المسجد".
 
الإمام أكد أن المجرمين كانا يعرفان المسجد وقاعاته، لأنهما دخلا إلى مصلى الرجال مباشرة، على الرغم من أن المركز يحوي قاعات متعددة.
 
وذكر أنه بعد دخولهما قام أحدهما بإطلاق النار عشوائياً من سلاح أوتوماتيكي، بينما وقف الآخر على الباب للحراسة.
 
وأضاف أن الشخص الذي كان يؤم المصلين أصيب وحالته حرجة، معتذراً عن ذكر أسماء المصابين أو القتلى لأن الأمر لا يزال في طور التحقيقات للشرطة الفيدرالية الكندية.
 
وقال إن القاتل انتقل بعد ذلك إلى مصلى النساء، و"لأن المسجد به كاميرات وفي مسجد النساء هناك شاشة تعرض الدرس أو الصلاة أو الخطبة، فقد قامت النساء بمشاهدة ما حدث في مصلى الرجال وقمن بإغلاق باب المصلى".
 
وأضاف أن "الله ستر، لأنه كان في المصلى أطفال مع النساء حيث حضرت كثير من الأسر للتبرع لأهل غزة، وكان من الواضح أنه يريد أيضاً قتل بعض النساء والأطفال ولكن غلق باب مصلى النساء منع ذلك ولم نعرف إلى الآن كم كان عدد النساء والأطفال في مصلى النساء".
 
مهمة التعرف على القتلى
 
ويقول أبو حسين "تعرف أحد الأشخاص على أحد القتلى، وعرفنا أنه جزائري متزوج وله طفلة حديثة الولادة، واتصلنا بزوجته".
 
وذكر أن القتيل كان قد حجز التذاكر وينوي السفر خلال الأسبوع المقبل لزيارة أهله في الجزائر، كما كان ضمن القتلى أيضاً جزائري آخر واثنان من الأفارقة لم يتعرف على جنسيتيهما إلى الآن.
 
مغربي حاول المقاومة فقُتِلَ
 
يروي أبو حسين أنه كان هناك شخص مغربي في الخمسينات من العمر وصاحب محل تجاري معروف جداً في كيبيك، حاول أن يختبئ خلف عمود المسجد لينقض على القاتل، لكن القاتل انتبه له وقتله بسرعة برصاصة في الرأس.
 
وأضاف أن هذا هو الشخص الوحيد الذي حاول المقاومة لأن الجميع كانوا في حالة صدمة وذهول مما يحدث، "هذا المغربي هو من قال (الله أكبر) لحظة قتله، وليس كما ذكرت بعض الوسائل من أن المجرمين هم من قالوا الله أكبر".
 
أخوان تونسيان ضمن الضحايا
وأوضح أبو حسين أنه بعدما قتل المغربي، انتقل القاتل إلى تونسيين وأفرغ عدة رصاصات بهما، فتوفي أحدهما والآخر نقل إلى المستشفى في حالة حرجة.
 
وذكر أن الإصابات كانت متنوعة في الرجل والبطن، وقد تم نقل المصابين وهم 11 مصاباً.
 
لم يكن استهدافاً لشخص معين
 
ولفت إلى أن الأمر لم يكن استهدافاً لشخص معين، وإنما إطلاق نار عشوائي أراد المجرم منه قتل أكبر عدد من المصلين. وما قلل عدد الضحايا هو تأخر المجرمين بالحضور للمركز لأنهما حضرا بعد انتهاء الصلاة بحوالي 12 دقيقة.
 
وكان الحضور في الصلاة حوالي 100 وإثر خروجهم بعد الصلاة بقي في المسجد حوالي 30 فرداً فقط، بحسب أبي حسين، الذي أضاف أن المسجد به كاميرات وكل العملية الإجرامية تم تصويرها وأخذت الشرطة التسجيلات لتسهيل التحقيقات.