تفتحت عقولنا المعرفية منذ أمد بعيد، على مقولة ممجوجة ومكررة خرقت أدمغتنا حتى النخاع تحدثنا عن المؤامرة الامبريالية الاستعمارية الاميركية بالمنطقة، فرُفعت الشعارات وصُدحت الحناجر ورُجت المنابر، فتربع على صدورنا "مناضلون" سرعان ما تحولوا إلى أنصاف آلهة بل قل آلهة بكامل الصلاحيات والمواصفات، يسألون ولا يُسألون ويقولون للشيء كن فيكون، من جمال عبد الناصر وصولا إلى الامام الخميني اللذان شكلا لدينا وعيا هميونيا بمقدرتهما الخارقة على تحطيم أسطورة المؤامرة الامركية بالمنطقة.
إقرأ أيضًا: إزاحة بري: فراغ عون وصمت حزب الله
في سنوات أوباما العجاف، وقد قُدّر لنا أن يأتي إلى البيت الابيض من يحقق بملء إرادته وبقرار ذاتي ما سعينا وناضلنا وجاهدنا بالوصول إليه، ألا وهو تركنا وحالنا، على أمل أننا شعوبا نمتلك من الزخم الحضاري والتاريخ المشرق لأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ما يكفينا بأن نملأ الفراغ الاستعماري بنموذج لطالما حرمت البشرية منه بفعل المؤامرة الامبريالية تلك.
إقرأ أيضًا: عندما زار الشيخ الجوهري معراب
إن ما حصل في المنطقة بهذه الفترة القصيرة (٢٠ يناير، ٢٠٠٩ – ٢٠ يناير، ٢٠١٧ ) ، جعلتنا ندرك سريعا كم نحن بحاجة إلى "المؤامرة" واكتشفنا ونحن نسبح بأنهار دماء اليمن والبحرين وليبيا والعراق وسوريا والصومال والسودان وغزة ووو أن أبشع "مؤامرة" يمكن أن نتعرض لها هي ببساطة غياب "المؤامرة" التي تسببت بحضور أمثال أحمدي نجاد وقاسم سليماني وقيصر معاق لا هم عنده إلا إعادة امبراطورية بائدة ولو فوق جماجم الاطفال،
قلنا يوما ما وبكل ثقة لأحمدي نجاد: " خوش آمديد " في منطقتنا ,, وقلناها لبوتين أيضا ... إلا أنهما وبكل أسف قد صدقا أنفسهما بأن الفراغ الاوبامي المقصود، إنما يعكس قوة لا تقهر عندهما، وعظمة تخول واحدهم بأن يتفرعن متوهما أنه ربنا الاعلى، فصرنا بذلك نترحم على "المؤامرة" الاولى، وها نحن شعوب المنطقة نصرخ بأعلى أصواتنا : ترامب لا خوش آمديد، بل أهلا وسهلا.