اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ لبنان امام الفرصة الاخيرة لاعادة بناء دولة قوية فيه من خلال بناء مؤسسات تعمل لخير الوطن وابنائه، رافضا ان يكون احد اقوى من الدولة، لأنه بذلك نصل الى الفوضى.

واعتبر الرئيس عون انه للدفاع عن السيادة الوطنية "يجب ان تكون لدينا قوى امنية جاهزة دائما ومتيقظة، والعمل على تقوية الجيش الذي يضم في صفوفه ابطال اشداء يخاطرون بحياتهم في سبيل حماية لبنان من الارهاب الذي يستهدفه وتأمين الاستقرار الدائم فيه.
واشار رئيس الجمهورية الى أن "لبنان لا يمكنه ان يستقبل النازحين السوريين الى اجل غير مسمى على اراضيه وهو الذي استضافهم لاسباب انسانية وعليهم ان يعودوا الى بلادهم".

كلام الرئيس عون جاء في خلال مقابلة تلفزيونية اجرتها معه محطة LCI الاخبارية الفرنسية، في القصر الجمهوري، هي اولى اطلالة تلفزيونية له كرئيس للجمهورية على فرنسا والعالم الفرانكوفوني، وتناول فيها الاوضاع في لبنان والمنطقة والعالم.

الوضع السوري

وسئل رئيس الجمهورية عن تطورات الوضع في سوريا، فلفت الى ان معركة #حلب ادّت الى تعديل في توازن القوى، لصالح الحكومة السورية، وشكّلت بداية مسيرة حوار وتفاوض للوصول الى حل سياسي، "لأنّ هذا النوع من الحروب لا ينتهي بانتصار فريق على آخر". واذ اعتبر "ان الرئيس الأسد سيبقى والذين طالبوا برحيله يجهلون سوريا، فإنّه اعرب عن خشيته من اننا كنّا امام ليبيا ثانية هنا لولا نظام الأسد حاليا. "فالرئيس الاسد يشكّل القوة الوحيدة التي بامكانها اعادة فرض النظام واعادة لمّ شمل الجميع".

العلاقة مع السعودية وقطر

وفي ما يتعلّق بزيارته الرسمية الاولى التي شملت كلاّ من المملكة العربية السعودية وقطر، اشار الى انه باستطاعة كليهما "ان تساعدا الآن في دعم قيام الدولة في لبنان من خلال اعادة علاقاتهما الطبيعية مع لبنان. وهذا ما وعدتا به. نحن نعمل على عودة الامور الى طبيعتها السابقة، ويجب علينا ان نعمل بثقة، فلا يمكننا الاستمرار بخلاف ذلك".

وعمّا اذا كان قلقاً من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للجمهورية الاميركية، "هو الذي يريد اعادة النظر بالاتفاق مع ايران ويتطلّع الى نقل سفارته الى القدس"، اوضح الرئيس عون "انّ لبنان جزء من هذا العالم. والامر يقلق اولا الاميركيّين".

وحول ما اذا كان يعتقد "انّ الانحدار الى الجحيم الذي عرفه لبنان، البلد الديموقراطي والتعددي، هو مصير مأساوي يمكن ان يحصل في فرنسا او اي دولة في الغرب"، اجاب الرئيس عون: "لقد طرحت على نفسي هذا السؤال، مذ كنت في فرنسا." واضاف: "بالنسبة الى الدول الاسلامية، فلقد رأيت ذلك منذ العام 1994، حيث ذكرت في مقابلة صحفية بوضوح انّ المتطرّفين سيصلون الى الحكم لكنّهم سيفشلون لأن الحلول التي يحملونها هي من الماضي، في الوقت الذي تتطلّب فيه المسائل حلولا للحاضر والمستقبل." واعتبر "انّ على العالم ان يعيد النظر بأنظمة الدفاع والأمن لديه، ومن ثمّ ان يعيد النظر في كل شيء".

لبنان الغد والخلافة الجيدة

ورأى رئيس الجمهورية ان لبنان الغد "سيكون المثال الذي سيعتمده العالم، على الرغم من كل التطرّف الموجود في هذا العالم اليوم. فأنظمة الاحزاب الاحادية والديانة الواحدة والعرق الاحادي... كلها لن تعود موجودة، وعالم التعددية هو الذي سينتصر".

وتناولت المقابلة نواحي شخصية بالنسبة الى الرئيس عون، فاشار ردا على سؤال انّه ليس مسكونا بفكرة الموت، مثل حال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قال "ان رئاسة الجمهورية مسكونة به"، وقال: "ربما توصّلت الى حل للمسألة إذ قلت لنفسي سيأتي يوم واموت فيه، فلماذا عليّ ان افكّر الآن بهذا الموضوع؟".

وسئل رئيس الجمهورية: متى ستفكّرون بولاية ثانية؟ فاجاب: "انا لا افكر بولاية ثانية. احبّ ان تكون لدي خلافة جيّدة"، مشيرا الى انّه نعد العدّة لخلافة جيدة "عندها نشكّل مثالاً".