لم یجف حبر القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بتعليق استقبال المهاجرين لمدة أربعة أشهر، وتقييد دخول رعايا سبع دول إلى أمريكا حتى بدأت ردود الأفعال المُدينة لهذا القرار بالصدور تباعاً.
فقد أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حظر دخول اللاجئين ومواطني 7 دول أمريكا موجة من ردود الفعل التي نددت بالقرار.
ردود أفعال غربيّة
سارعت العديد من الدول الغربية لإدانة قرار ترامب بأقسى العبارات، ففي حين حذّر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، مساء السبت، نظيره الأميركي من "الانطواء على الذات"، ودعاه إلى "احترام" مبدأ استقبال اللاجئين،عارضت المستنشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم الأحد، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، واصفة إياه بـ"الخاطئ". وقال ستيفن زايبرت، المتحدث باسم ميركل، إن الأخيرة "تعتقد أن قرار الإدارة الأمريكية بحظر دخول مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، إلى بلادها خاطئ".
في السياق، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنها لا تتفق مع "هذا النوع من النهج". وتعرضت ماي لانتقادات من مشرعين في حزبها لعدم إدانتها لقرار ترامب. وقالت متحدثة باسم ماي: "سياسة الهجرة في أمريكا أمر يرجع لحكومة الولايات المتحدة، تماما مثل سياسة الهجرة لهذا البلد ينبغي أن تضعها حكومتنا". وأضافت: "لكننا لا نتفق مع هذا النوع من النهج، وليس هو ما ننتهجه. ندرس هذا الأمر التنفيذي الجديد لنرى ما يعنيه وما الآثار القانونية، لا سيما العواقب على مواطني المملكة المتحدة".
وزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، وبعد حالة التخبط في المطارات ، دعت في وقت متأخر من مساء أمس السبت، إلى رفض خطوات ترامب حول سياسة الهجرة التي ينتهجها، وكتبت على صفحتها الرسمية على "تويتر" معبرة عن "القلق" بعدم السماح لأناس من دول معينة بدخول البلد، معتبرة أن ذلك "يخلق عدم ثقة بين البشر".
على صعيد متّصل، وفي حين، ذهب وزير خارجية الدنمارك ، أندرس صموئيلسين، إلى اعتبار خطوة ترامب "غير ذكية"، وكتب صباح اليوم على صفحتيه الرسميتين على وسائل التواصل أنه " قرار ترامب بشأن مجموعات بشرية، بمنعها جماعيا من بلدان معينة، لا يحمل أي حكمة.. فالحكم على الناس يجب أن يظل فرديا ". رد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على طريقة ترامب بطريقة أخرى حيث كتب على حسابه على "تويتر" قائلا: "إلى أولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب.. الكنديون سيرحبون بكم بغض النظر عن عقيدتكم. قوتنا في تنوعنا.. مرحبا بكم في كندا".
دول اسلاميّة وعربيّة
العديد من الدول العربية والإسلاميّة انتقدت القرار، وتعهدت إيران بالرد بالمثل، كما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأحد، أن قرار الرئيس الأمريكي منع دخول مواطني سبع دول إسلامية، "هدية كبيرة للمتطرفين"، وأن "ما حصل يبرهن أن الادعاءات الأمريكية واهية، وأن العداوة مع طهران مستمرة".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإندونيسية، ريتنو مرسودي، اليوم، أن إندونيسيا، التي تقطنها أغلبية مسلمة، تأسف بشدة لخطط الرئيس ترامب بـ"التدقيق الشديد" في الناس القادمين من دول ذات أغلبية مسلمة ويرغبون في دخول أمريكا، تماشيا مع الأمر التنفيذي الجديد المتعلق بالهجرة.
وفي حين اعتبر رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، أن أزمة اللاجئين لن تحل "عبر إقامة الجدران"، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي العراقي ريناس جانو ، إن نوابا عراقيين طالبوا البرلمان بمناقشة قيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة.
الفوضى تعمّ المطارات العالميّة
قرار ترامب أثار حالة من الفوضى في العديد من المطارات العالميّة، فقد أفادت وسائل إعلام عالمية عديدة، أن حالة من الفوضى اجتاحت المطارات الأمريكية والعالمية، بسبب إصدار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قرارا تنفيذيا بمنع دخول مواطني 7 دول إلى أمريكا.
وقد كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن مطارات أمريكية عديدة شهدت حالة من الفوضى العارمة، التي وصلت إلى منع دول بعض ممن يحملون بطاقات الإقامة الدائمة "جرين كارد" بسبب انتمائهم للدول السبع المحظورة.
وقالت "الإندبندنت" إن هناك نحو 500 ألف من مواطني الدول السبع المستهدفة حاصلين على الإقامة الدائمة في أمريكا، خلال السنوات العشر الماضية، نصفهم تقريبا من إيران والعراق، علاوة على وجود نحو 25 ألف شخص يحملون تأشيرات طلاب أو تأشيرات عمل، وبعضهم كان يقضي إجازته خارج البلاد، ولم يتمكن لهذا السبب من العودة إلى أمريكا.
احتجاجات أمريكيّة.. و شركات "وادي السيليكون" غاضبة
من جهتها، قالت صحيفة نيويورك تايمز أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان له صدى مدويا حول تداعياته الدبلوماسية الهائلة، وإساءته لمفاهيم الأمريكيين، كما أنه يقدم دفعة دعائية للجماعات الإرهابية التي يقول ترامب إنه يحاربها.
إلى ذلك، تجمع مئات الأمريكيين المحتجين أمام مطار جون كينيدي وكذلك أمام المحكمة الاتحادية في بروكلين بنيويورك للتظاهر ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجرة.
وعبر المحتجون، في بروكلين، عن فرحتهم بقرار المحكمة الاتحادية التي قررت منع ترحيل الأشخاص الذين سيشملهم قرار ترامب بشأن الهجرة. ورفعوا شعارات، مثل: "كلنا مهاجرون"، "مرحبا باللاجئين".
كذلك تجمع المئات أمام مطار "جون كينيدي" احتجاجا على سياسة الهجرة التي أعلنها ترامب.
كذلك، استنكر مدراء شركات أمريكية قرار الرئيس دونالد ترامب، بشأن اللاجئين، محذرين من آثاره على الاقتصاد الأمريكي، حسبما نقلته صحيفة "ماشابل"، الأحد 29 يناير/كانون الثاني.
ومن "أبل"، و"غوغل"، و"فيس بوك"، إلى "مايكروسوفت" وغيرها من شركات وادي السيليكون، كان الموقف واحدا، وهو أن الحد من الهجرة يضر بالموظفين وبالابتكار.
من جانبه، أعرب مؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ، عن غضبه من القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق طلبت غوغل من موظفيها المسافرين خارج أمريكا العودة إلى أمريكا في أسرع فرصة ممكنة قبل بدء تطبيق القرار التنفيذي لترامب.