شكلت انتخابات تيار المستقبل خطوة ديمقراطية رائدة في مجال العمل الحزبي في لبنان، واستطاع رئيس التيار الرئيس سعد الحريري بث الروح من جديد في هذا التيار بعد العديد من المشاكل السياسية والتنظيمية، وأعاد الحريري هذا التيار إلى مصاف الأحزاب اللبنانية المتماسكة تنظيميا وإداريا، واستعاده من أيدي البعض الذين حاولوا التمرد والإنشقاق في فترة من فترات الإنكفاء السياسي الذي عاشه الرئيس الحريري.
أدت بعض المعارضات في تيار المستقبل إلى إضعاف التيار بدا الرئيس الحريري بعدها ضعيفا إذ أصبح رئيسا لتيار غير متماسك تنظيميا وإداريا، إلا أن الإجراءات الأخيرة التي رعاها الحريري شخصيا أعادت إليه الإمساك بزمام الأمور واستعاد التيار من بعض المعترضين على سياساته وقراراته .
واليوم يعد الحريري العدة للإنتخابات النيابية وبالتالي فإنه يدرس بعناية لوائحه الإنتخابية وكذلك يعكف على دراسة حول الأعضاء الحاليين في كتلة المستقبل إذ يستكمل بذلك التطهير الذي بدأه في التيار، وقد تحدثت معلومات ان الحريري عازم على إعادة ترتيب بيته النيابي أيضا ولن يمر مرور الكرام على الإعتراضات التي شهدها قراره الشهير بتبني بترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية .
أسماء عديدة من النواب في كتلة المستقبل قد يستغني عنهم الحريري ومنهم من استبق القرارات الجديد فأعلن عزوفه عن الترشح للإنتخابات النيابية وهو النائب محمد قباني رئيس لجنة الأشغال النيابية الذي علم بموقف الحريري فأعلن عدم ترشحه للإنتخابات النيابية، وهو كان من المعترضين على قرار الحريري بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
إقرأ أيضًا: قوانين على قياس الزعماء!!
ويعتبر النائب أحمد فتفت على القائمة السوداء وهو تحرك باتجاه معارضة توجهات الحريري وخياراته السياسية الأخيرة على الإعلام، وإشتهر في تلك الفترة بإنتقاله من شاشة إلى أخرى مجاهراً بعدم دعم السير بعون، لا بل أن هناك من في المستقبل يبدي إعتقاداً أن فتفت على سبيل المثال لا الحصر، لم يقترع للرئيس عون على الرغم من إلزام الحريري للجميع بذلك.
على القائمة أيضاً، النائب عمّار حوري الذي يوصف بهدوئه النيابي ومواقفه الحادة في ما يتعلّق مثلاً بسوريا وحزب الله حيث كان رائداً في "الخطاب العنيف" ضد الثامن من آذار.
ماذا عن الرئيس فؤاد السنيورة؟
عرف الرئيس السنيورة بملازمة آل الحريري منذ تولي الرئيس الشهيد رفيق الحريري مقاليد الحكم في لبنان وكان السنيورة الرجل الأقرب إلى رفيق الحريري ولصيق قراراته ومشاريعه السياسية والاقتصادية واستمر ذلك الى ما بعد الرئيس الشهيد إذ بقي السنيورة إلى جانب الرئيس سعد الحريري، أما اليوم فيلاحط الفتور في العلاقة بين الرجلين على خلفية القرارات السياسية الأخيرة للرئيس الحريري ما يؤشر الى المزيد من الإنقطاع بعد معلومات عن نية السنيورة عدم الترشح للندوة البرلمانية وبالتالي إقصاؤه عنها بقرار من الحريري نفسه .
إقرأ أيضًا: الدستور السوري حقائق ونوايا .. وغياب عربي
وتتحدث المعلومات عن أفول الإنسجام السياسي بين السنيورة والرئيس سعد الحريري، خاصةً بعدما ثبّت الحريري نفسه على الساحة السياسية التي كانت حكراً لفترة طويلة على السنيورة بعد الحريري الأب، ما خلق نوع من المنافسة الداخلية بين الرجلين، إلا أن الإتهامات الموجهة للسنيورة هي وقوفه وراء حالة الإعتراض التي سادت في كتلة المستقبل النيابية بعد القرارات الاخيرة للرئيس الحريري.