ذكر تقرير حديث لمركز معلومات مجلس الوزراء أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً في الطلاق، وارتفعت النسبة فيها من 7 إلى 40% خلال الخمسين عاماً الأخيرة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة إن الأسباب وراء ارتفاع نسبة الطلاق فى مصر ترجع إلى عدد من العوامل منها تحرر المرأة، كما أصبحت المرأة أقوى بوضعها التعليمي والاجتماعي بوجود كيان لها وأصبحت أكثر قدرة على اتخاذ قرار الانفصال وتقبل أو رفض أى أمر، وأيضا أصبحت قدرتها على اتخاذ قرار الانفصال بعد التمكين من مراحل الأمور فأصبح الطلاق بالنسبة للمرأة أمرا سهلا.
وتابع أن تحرر المرأة وتمكنها من الخلع له عيوب ومميزات، الميزة أن المرأة لها حرية الرفض والقبول كإنسانة لها جميع الحقوق، أما من العيوب سهولة قرار الانفصال والطلاق الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق، ومن العوامل الأخرى الإقدام على الزواج بدون استعداد وهناك طرق يتم اللجوء لها للزواج دون وجود التوافق بين الزوجين كزواج الصالونات للخوف من العنوسة، وأيضا يكون الزواج غير قائم على أسس سلمية، كما توجد بعض المناطق في مصر التي تتبع أسلوب الضغط والإرغام في الزواج والتي تنتهي بالفشل.
أما بالنسبة للعامل الثالث وراء الطلاق عدم وجود التوافق الجنسي، ويكون السبب عدم وجود الثقافة الجنسية ونقص فى الوعي والمعلومات، حيث يعاني كل من الطرفين من الضعف قبل الزواج ويتم إخفاء الحقيقة ويتم الاكتشاف بعد الزواج وعدم وضوح للرؤية من البداية، كما يتعرض بعض الأزواج إلى الإصابة ببعض المشاكل النفسية نتيجة تعاطى الترامادول والحشيش التي تؤدي إلى سوء تصرفه للزوجة والأطفال، وأيضا الفشل الجنسي الذي يتم ملاحظته في الكثير من العيادات.
وأضاف أنه من الضروري وجود الوعى والثقافة عن الزواج ومسؤولياته وطريقة التعامل بين الطرفين التى من الممكن أن تنتهي بالفشل، ووجود سلطة ودور للأسرة، لأن فقدان السيطرة على الأبناء للإصلاح يؤدي إلى اتخاذهم لقرارات خاطئة.
من جانبها ذكرت الدكتورة هالة حماد استشارية الطب النفسي العوامل التي أدت إلى ارتفاع نسبة الطلاق في مصر منها:
1. الجلوس على الكافيهات جعلت الشباب يأخذون رأي بعضهم البعض فنتج عنها أخذ النصيحة من أشخاص ليس لديهم خبرة، كما أن الفتيات يلجأن إلى أخذ المشورة من قعدة النوادي ومواقع التواصل الاجتماعي من أصدقائها اللاتي ليس لديهن أى خبرة أو حكمة وتكون آرائهن مغلوطة.
2. قلة الأخلاق وعدم وجود كبير في الأسرة فأصبح لا يوجد تقييم للصواب أو الخطأ.
3. الأفلام الإباحية سببت مشاكل جنسية في البيوت، بعض الشباب قبل الزواج أدمنوا الأفلام الإباحية مما أدت إلى عدم وجود علاقة خاصة سوية بين الزوجين وممارسة العادة السرية.
4. سهولة التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي سهل الخيانة الزوجية لكل من الطرفين.
5. المشاكل المادية نتيجة تطلع أحد الطرفين نتج عنها العيش في مجتمع مادي يتفاخر بالماديات.
6. تعاطي الحشيش أحد المشاكل الطلاق، لأن بعض الشباب في المستويات المثقفة يستخدمون الحشيش بشكل منتظم مما يؤثر على العلاقة الخاصة والاجتماعية وحدوث تصرفات غير لائقة.
(اليوم السابع)