لم يكن موقف الرئيس ميشال عون الذي وصفه البعض بـ "الصادم"، عندما أعلن تفضيله الفراغ البرلماني والبقاء دون مجلس تشريعي على إجراء الانتخابات وفق قانون الستين أو كما يحلو للبعض تسميته بقانون 2008 بالمستغرب من الرجل،
فبالرغم من محاولات الرئيس بري التخفيف من تداعيات هذا الموقف، والقول بأنّ عون قصد الضغط من أجل الوصول إلى إنتاج قانون انتخابي جديد، وبأنّ الانتخابات حاصلة لا محالة في مواعيدها الدستورية، إلا أنّ هذا لا يمنع من التوقف مليا على أبعاد الامر ومترتباته، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن بين الرجلين تاريخ من القلوب المليانة.
إقرأ أيضًا: لهذا لم أصدق رواية الكوستا
يبقى في هذا السياق، أن اللافت كان ولا يزال هو موقف حزب الله الصامت على غير عادته حول ملابسات موقف فخامة الرئيس، بالخصوص أنّ ما ينقله مقربون عنه (الرئيس ) لا يضعون الموقف في الخانة التي يحاول بري وضعه فيه، ويستدلون على ذلك برفض إقرار هيئة الاشراف على الانتخابات التي عرضها وزير الداخلية في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، مما يعني أن الذهاب إلى التعطيل هو خيار فعلي ويُعمل عليه حتى اللحظة.
إقرأ أيضًا: عندما زار الشيخ الجوهري معراب
إن مرور أكثر من ثلاثة أيام على رفــض الــخــوض فـي تـدابـيـر إجــراء الانـتـخـابـات النيابية وفــق الـقـانـون الـنـافـذ، مرفقا كل ذلك بصمت حزب الله، يجعل من السؤال عن مخطط ما لإزاحة الرئيس بري من المشهد السياسي أكثر من مجرد مزحة !!!!!!!!!! وما صفقة الرئاسة التي فوجئ فيها بري عنا ببعيدة.