أعدت الإدارة الأميركية الجديدة أمراً تنفيذاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، يطلب من وزارتي الدفاع والخارجية وضع خطة لإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا، وفي دول الجوار، لاحتضان المدنيين السوريين الهاربين من مناطق الصراع.
وبحسب مسودة نشرتها "رويترز" للوثيقة، فإن الأمر الذي ينتظر توقيع ترامب، يطلب من وزارتي الدفاع والخارجية إنجاز هذه المسألة في غضون 90 يوماً.
وتقول المسودة "توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون 90 يوماً من تاريخ هذا الأمر بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سوريا وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث".
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن الإدارة الأميركية الجديدة ستبدأ بخطوات تمهيدية على الأرض "لتصعيد التدخل الأميركي في سوريا، عن طريق الإيعاز إلى وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين الهاربين من الصراع في سوريا".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من الرئيس الأميركي قولها، إنه من المتوقع أن يوقع ترامب هذا الأمر، الخميس، وأشارت إلى أن "المناطق الآمنة قد تكون بديلاً لقبول الولايات المتحدة لهم كلاجئين".
وبحسب مصدر عسكري تحدث إلى "وول ستريت جورنال"، فإن هذا التحرك الأميركي الجديد يعني "الدفع
بمزيد من القوات الجوية والبرية الأميركية، حيث ستكون الحاجة إليها ماسة لإنشاء هذه المناطق".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامي قد صرح بأنه سيقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك.
وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه محطة (إيه.بي.سي نيوز) أمس يوم الأربعاء إن أوروبا ارتكبت خطأ جسيما باستقبال ملايين اللاجئين من سوريا ومناطق اضطراب أخرى بالشرق الأوسط. وأضاف "لا أود أن يحدث ذلك هنا."
إقرأ أيضًا: إيران : روسيا الشيطان الصغير
وتابع سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا للأشخاص (الفارين من العنف).
ويأتي قرار الرئيس الأمريكي الجديد وهو الأول المتعلق بالأزمة السورية في سياق مطالبته بالحد من الهجرة الى الولايات المتحدة الأميركية .
وسيؤدي هذا القرار إلى زيادة التدخل العسكري الأميركي في سوريا ويمثل انحرافا كبيرا عن نهج أوباما. وإذا قرر ترامب فرض قيود على الطيران فوق هذه المناطق فقد يتطلب زيادة في حجم القوة الجوية الأميركية أو القوة الجوية للتحالف. وقد يتطلب هذا أيضا نشر قوات برية لتوفير الأمن.
لكن الوثيقة لم تقدم أي تفاصيل بشأن تلك المناطق الآمنة وأين ستقام على وجه التحديد ومن سيتولى حمايتها. ويستضيف بالفعل الأردن وتركيا ودول أخرى مجاورة ملايين اللاجئين السوريين.
وقد حذر مسؤولون عسكريون أميركيون منذ وقت طويل من أن إقامة مناطق حظر طيران داخل سوريا ستتطلب عددا كبيرا من الموارد الإضافية بخلاف القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وسيكون من الصعب ضمان أن المتشددين لا يخترقون تلك المناطق.
إقرأ أيضًا: الأجهزة الأمنية اللبنانية صمّام أمان
ويؤيد أعضاء جمهوريون بالكونغرس إقامة مثل هذه المناطق خاصة لحماية المدنيين الفارين من الصراع من هجمات القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
في ردود الفعل أعلن المتحدث باسم الكرملين أن واشنطن لم تشاورموسكو في موضوع المناطق الآمنة في سوريا الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محذرة من المضي في مثل هذا القرار، فيما أيدت تركيا الموقف الأميركي الجديد.
وقال المتحدث الروسي إنه يجب على الحكومة الأمريكية أن تفكر في العواقب المحتملة لإقامة مناطق آمنة في سوريا، مؤكدة أن واشنطن لم تتشاورمعها قبل الإعلان عن هذه المناطق.
من جانبها قالت تركيا إنها تؤيد منذ فترة إقامة مناطق آمنة داخل سوريا وتنتظر نتائج دعوة ترامب لإقامة مثل هذه المناطق.