بعد أعوام من الصمت والعمل في الخفاء، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرًا يكشف الأساليب الوحشيّة المعتمدة في غرف التحقيق الإسرائيلية وكيفية تعذيب السجناء حتّى يقرّوا بما فعلوا، وأحيانًا بما لم يقوموا به تحت وطأة الألمين النفسي والجسدي.
غالبًا ما تحدّث معتقلون عن طرق التعذيب التي تعرّضوا لها، ومن بينهم موقوف تصدّرت قضيته عناوين الصحف في كانون الأول 2015، بعدما قال إنّه تعرّض للتعذيب الوحشي خلال التحقيق معه في قضية حرق منزل عائلة الدوابشة الفلسطينية في دوما جنوب نابلس. واشتكى على ما واجهه في غرفة التعذيب، مشيرًا الى أنّه أُجلس على كرسي وتلقّى ضربة على وجهه، شعر خلالها بأنّ رأسه سيطير من مكانه.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحدّثت هذه المرّة مع محققين وليس مع أشخاص عذّبوا في السجون الإسرائيلية، وكشف محقّق أشارت اليه بحرف "ن" من دون الكشف عن هويّته عن أساليب التحقيق.
وقال: "الصفعات هي الطريقة الأولى المعتمدة، نستخدم قوة معتدلة فيها، والهدف منها إيذاء أعضاء حساسة مثل الأنف، الأذنين والشفاه. يكون الموقوف معصوب العينين كإجراء وقائي، لكي لا يشاهد المحقق". وتابع: "كذلك نضع المتهم على كرسي من دون يدين، وتكبل يداه ورجلاه، ويجبر على أن يميل في زاوية محددة".
وأوضح المحقق الرفيع المستوى أنّ هناك طريقة أخرى وهي إجبار المتهم على الركوع وإرجاع ظهره الى الحائط لساعات، ويكون مكبلاً ويترك كذلك، ولا يعطى أهميّة ولو بكى أو صرخ.
وإذ نفى المحقق أي تحرّش جنسي بالموقوفين، أشار الى أنّه يضطر أن يمزّق سترة المتهم أحيانًا لانتزاع المعلومات منه كما يصرخ المحقق بقوّة في أذنه. وقال المحقق "ن" الذي يستخدم ما يسمّى "وسائل خاصّة" في التعذيب، إنّه وزملاءه لا يفعلون كما يجري في معتقل غوانتامو، وقال: "لا نضع المتهمين عراة في درجة حرارة أقلّ من 10 تحت الصفر". وأضاف: "الوسائل المتبعة اختيرت بعناية لتكون فعّالة بشكل لازم لكسر روح الموقوف، من دون التسبب بخطر دائم أو ترك علامات للتعذيب".
محقق آخر أوضح عن تفهّم بعض المعاهدات الدوليّة التي تمنع التعذيب، وقال: "إذا كان بإمكان المحقق أن يستخدم بعض الأساليب التي لا تؤثر على حياة الشخص، سيستخدمها للحصول على المعلومة اللازمة". وأضاف: "عادة على المحقق أن يطلب إذنًا من المسؤولين الأرفع منه ليتاح له إستخدام بعض الطرق، لكن في حالات طارئة مثل التحقيق مع شخص يفكّر بتنفيذ عمليّة إنتحاريّة، يحق للمحقق أن يستخدم الأسلوب الذي يريد من دون العودة الى مسؤوله".
الجدير ذكره أنّه في أيار 2015 نشرت "هآرتس" تحقيقًا عن أنّ وتيرة التعذيب في السجون الإسرائيلية تزداد، ويمنع المتهمون من الجلوس، ويكبّلون ولا يستطيعون التحرّك.
(هآرتس)