تأتي زيارة وزير خارجية الكويت إلى إيران بنية التوسط لإجراء مصالحة بين طهران و الرياض بعدما فشلت المساعي التي سبقتها فهل تحقق الكويت ما عجزت عنه دول أخرى بشأن العلاقة بين طهران و السعودية ؟
 

وصل صباح اليوم وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح إلى العاصمة الإيرانية طهران حاملًا رسالة أمير بلاده إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ويقول مراقبون بأن موضوع العلاقات الإيرانية الخليجية سيشكّل محور لقاءاته ومحادثاته مع الطرف الإيراني، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية التي وصلت إلى حد القطيعة الدبلوماسية بعد سلسلة من الأحداث، آخرها الهجوم على مبنى السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد اللذين لم يكن من الممكن تحقيقهما من دون قصور القوى الأمنية.
وبعد تلك القطيعة التي بادرت بها المملكة السعودية، أعربت مجموعة من الدول عن استعدادها للتوسط بين الطرفين، منها ألمانيا وسلطنة عمان والعراق، ولكن الأول لم يكن مرغوباً به عند الطرفين، حيث من المعيب عليهما أن يتوسط بلد غير مسلم لتطبيع العلاقات بينهما، وأما سلطنة عمان فيبدو أنها أقرب إلى جارتها إيران ليس جغرافيا فحسب، بل سياسياً ودبلوماسياً والجيو سياسياً، ولهذا إيران تفضّل توسطها في أي ملف بينها والآخرين، كما رأينا خلال السنوات الماضية أنها أدت دور وسيط حرفي بين إيران وأمريكا. وبقدر ما ترغب إيران في الوسيط العماني، تزهد المملكة السعودية به. 
أما العراق الذي أعرب وزير خارجيته ابراهيم الجعفري عن رغبته في أداء دور الوسيط بين إيران والسعودية، ليست علاقته بجارته السعودية ودّية وأخوية وبالتالي لا تمكّنه من أداء هذا الدور، ويبدو أن علاقتها مع السعودية هشة وليست متينة، وما يتفوه به الجعفري ناتج عن عدم معرفة خاطئة ببلده أو عدم وضوح رؤيته للذات.

 

إقرأ أيضًا: إيران مع العلمانية السورية وتركيا ضدها
وتبقى الكويت هي أحسن وسيط ممكن في الوضع الراهن، لتجسير العلاقات بين طهران والرياض، وهناك مجموعة من القرائن تُبشّر بخير في مجال تحسين العلاقات الإيرانية السعودية، منها تصريح وزير خارجية إيران جواد ظريف وسلفه علي أكبر صالحي الذي يترأس حالياً منظمة الطاقة النووية الإيرانية حول استعداد إيران للحوار مع السعودية. وقال ظريف خلال اجتماع دافوس بسويسرا بأن إيران لا ترى مشكلة في الحوار مع السعودية، كما أعلن صالحي بأن إيران مستعدة لفتح الحوار مع السعودية لإزالة سوء التفاهم، وحذّر صالحي من أن الجميع سيخسر بتوسع نيران الحروب في المنطقة.
وفي نفس السياق يمكن اعتبار برقية تعزية أرسلها العاهل السعودي الملك سلمان إلى عائلة الرئيس الإيراني الأسبق آية الله رفسنجاني، خطوة إيجابية ويعود تاريخ تلك الرسالة إلى 13 من الشهر الجاري، نشره موقع انتخاب المقرب من الرئيس الإيراني.

إقرأ أيضًا: ترامب يتجاهل إيران وإيران تنظر إليه بإيجابية
ومن جهة أخرى قال علي رجائي مستشار رفسنجاني، بأن الفقيد كان يحرص من أجل رفع التوتر في العلاقات مع السعودية وبذل جهوده من أجل تكوين أفضل العلاقات معها طيلة ثلاثة عقود. 
ويأمل الخبراء الإيرانيون أن تلقى محاولات وزير الخارجية الكويتي نجاحاً بعد ما تعب الطرفان من تنافسهما العسكري الذي لم يثمر ولن يثمر إلا المزيد من الدمار.