خرجت مفاوضات أستانة التي شاركت فيها الدول الراعية الثلاث (إيران وتركيا وروسيا) مع مشاركة لوفدي النظام والمعارضة السورية والموفد الأممي ستيفان دي ميستورا ببيان يؤكد على استمرار وقف الأعمال القتالية، وطمأن من أن الدول الراعية الثلاث سوف تضمن تنفيذ قرار الهدنة، ولكن ما كان لافتا في هذا البيان هو خروجه بتعريف جديد عن الهوية السورية تختلف عن التعريف الرسمي الذي يحرص النظام الروسي على أن يُعرَف بها وهي علمانية هذا النظام، تطميناً للمجتمع الدولي وإيحاء بأنه يواجه جماعات إسلامية متطرفة تكنّ العداء ضد العلمانية، ولكن التعريف الجديد الذي أُرغم النظام على القبول به هو تعريف يتجاهل علمانية الدولة السورية، ويستبدلها بالديمقراطية التي لو كانت متوفرة فيها لما كان الشعب بحاجة إلى ثورة سلمية فكيف عن العنف المسلح؟
جاء في بيان أستانة مايلي: أكد البيان الختامي المشترك لاجتماع أستانة حول الازمة السورية على الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية ولكونها دولة متعددة الأعراق والأديان وغير طائفية وديمقراطية على المساهمة في عزل الارهابيين عن المعارضة السورية.
إقرأ أيضًا: ترامب يتجاهل إيران وإيران تنظر إليه بإيجابية
ويلاحظ أن البيان أدخل عنصراً جديدا في تعريف الدولة السورية وهو العنصر الديمقراطي كما أقصى العلمانية منه، خلافاً للبيان الصادر من قبل الدول الثلاث في الشهر الماضي الذي تم فيه التأكيد على أن سوريا دولة علمانية وهذا ما يحبذه النظام واهماً أن العلمانية يغنيه عن الديمقراطية، ولكن هناك أنظمة مستبدة ديكتاتورية وفي نفس الوقت علمانية، حيث أن العلمانية ليست شرفاً للعلمانيين إذا لم يكونوا ديمقراطيين.
وبعد إصدار البيان الثلاثي المذكور في الشهر الماضي تجاهل الإعلام الرسمي الإيراني مفردة العلمانية مما يعني بأن إيران لا تريد الاعتراف بعلمانية الدولة السورية.
ولكن الخيار الإيراني بدا حاسماً حيث ألح الوفد الإيراني في مفاوضات أستانة على علمانية الدولة السورية بجانب الوفد الروسي ولكن المعارضة السورية وتركيا التي هي دولة علمانية منذ ثمانية عقود، رفضت التصريح بعلمانية الدولة السورية، ونجح الاتجاه المضاد للعلمانية من فرض إرادته على البيان.
إقرأ أيضًا: تشييع رفسنجاني: استعراض للحركة الخضراء الإيرانية
وهذا ما كشف عنه ابراهيم الجعفري الذي قال: إن الوفد التركي ووفد المجموعات المسلحة رفضوا أن تكون سوريا دولة علمانية رغم موافقة إيران وروسيا على ذلك.
كيف وافقت إيران على علمانية سوريا بينما هي تعمل من أجل أسلمة العالم؟