منذ حوالي أكثر من عامين كسر الشيخ عباس الجوهري من موقعه الإعتراضي داخل الطائفة الشيعية جدار العلاقة مع المكون اللبناني المتمثل بالقوات اللبنانية وزار معراب بعمامته البيضاء حاملًا رؤيته اللبنانية الشاملة والمتحررة من كل الشعارات المرفوعة يومذاك عن سمير جعجع وإجرامه وعمالته وما يساق من تهم وأقاويل تعود إلى مرحلة ما قبل الحرب الاهلية، ولا تراعي كل المتغيرات الحاصلة على المشروع السياسي للقوات وأدبياتها.
إقرأ أيضًا: لهذا لم أصدق رواية الكوستا
جلس مع حكيمها يومها، في معراب وكنت أنا حاضرا اللقاء، لا أخفي أن الحذر الشديد كان سيد الموقف وشعرنا يومها وكأننا نقوم بعمل أقل ما يقال فيه أنه مستهجن، ولا أخفي أنني حاولت يومها تثبيط الشيخ عن الزيارة رغم قناعتي بها، إلا أن إصراره على فكرة ضرورة مد الجسور بين كل المكونات اللبنانية حال دون جهودي، بل أنه وبشجاعته المعروفة لم يمانع من الإعلان عن هذه الزيارة مما سبب لي وله المزيد من الشتائم والتخوين وتأكيد "تهمة والعمالة" المرفقة بتهمة " شيعة السفارة " داخل الطائفة وعلى كل صفحات التواصل الإجتماعي التابعة لجمهور حزب الله.
إقرأ أيضًا: احزابنا: إسمع تفرح، انظر تحزن
اليوم ومع زيارة الوزير القواتي ملحم رياشي الى قلب الضاحية لمشاركته من موقعه كوزير إعلام في مهرجان تكريم جريدة السفير وصاحبها الذي يقيمه الحزب، ومع ما يقال عن إنفتاح قواتي حزب اللهي، وما يشاع عن لقاء منتظر بين سمير جعجع والسيد نصرالله لم تختفِ الأصوات الاعتراضية فقط بل جمهور الحزب لا يخف ارتياحه الى هذا الانفتاح الذي يساهم بطي صفحة الماضي !!! ليرتفع للمرة المليون السؤال البديهي، الى متى سيبقى هذا الجمهور الشيعي يستنكر بقرار حزبي ويرضى بقرار حزبي ؟؟!!