مرض الزهايمر عبارة عن شكل من أشكال الخرف المكتسب، الذي يسبب التفكك التدريجي للوظائف العقلية.
وسبل علاج هذا المرض غير متوفرة ، وليس من الواضح إلى حد الآن ما هي آلية نشوئه .
فمن المعروف أن لمرض الزهايمر ارتباطاً بتراكم البروتينات (بيتا اميلويد وبروتين تاو) الملفوفة بشكل غير طبيعي في الدماغ ، وظهور طفرات في بعض الجينات، وقد أظهرت التجارب السابقة أن إصابات الدماغ الشديدة والمتوسطة قد تزيد من خطر تطور مرض الزهايمر، إلا أن علاقة الخرف بإصابات الدماغ الخفيفة لم تدرس إلى حد الآن.
وقد قرر العلماء من جامعة بوسطن وغيرها من الجامعات إجراء دراسة من شأنها كشف تلك العلاقة، ولهذا الغرض تم فحص قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان.
شارك في الدراسة 160 شخصا تتراوح سنهم بين 19 و58 عاما حيث سبق لهم أن أصيبوا بارتجاج خفيف في الدماغ وواجهوا اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، قام العلماء بدراسة 7 أقسام من الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي ، وذلك لكشف المرحلة المبكرة من مرض الزهايمر لديهم، كما إنهم أجروا تحليلا جينيا بغية تحديد طفرات لها علاقة بخطر تطور هذا المرض، ودلت النتائج على أن ارتجاج الدماغ مرتبط بترقق قشرة الدماغ في أقسامه التي تنحط في حال الإصابة بمرض الزهايمر وتدهور الذاكرة ونشوء الطفرات.
وأشار العلماء إلى دور الإصابات الخفيفة في الدماغ في ظهور الخرف. وهم يعتقدون ان نتائج الدراسة يمكن أن تستخدم في تشخيص وعلاج أمراض عصبية أخرى، ويؤكدون أن بعض الأعراض الخفيفة للإصابة بهذه الأمراض قد تظهر حتى لدى الأشخاص الذين لم يتجاوز سنهم 32 عاما.