تحدّثت سولوم أندرسون، إبنة الصحافي الأميركي الشهير تيري أندرسون الذي أسرته مجموعة من "حزب الله" يقال إنّ القائد الراحل عماد مغنية كان يرأسها، عن المعاناة التي عاشتها عائلتها، كاشفةً عن أنّها أرادت إستقصاء حقيقة ما حدث لوالدها الذي بقي في الأسر منذ العام 1985 حتى 1991، إلا أنّها صدمت بالحقيقة.
ونشرت سولوم كتابًا أعدّته بعنوان "إبنة رهينة"، لفتت فيه الى أنّ والدها خطف عندما كانت والدتها حاملاً بها، والتقته بعد الإفراج عنه وكان عمرها حينها 6 سنوات. وقالت: "بعد تحريره، كنت أنتظره أنا ووالدتي داخل غرفة في السفارة الأميركية في دمشق، أذكر كيف كانت عدسات الكاميرات تلمع أمام عيني، ولدى وصول والدي غمرني أنا وأمّي وانهالت التهنئات علينا. وتابعت: "عندما كنتُ طفلة اعتقدت أنّ والدي رجلاً خارقًا.. لم أكن أدرك وحشية الحياة". ولفتت الى أنّها "وخلال فترة توقيفه في لبنان كان معها سترة له، تغفى عليها".
وأضافت أنّ والدها كان كبير مراسلي وكالة "أسوشييتد برس" في الشرق الأوسط، وكان بين 100 أجنبي تمّ توقيفهم خلال الحرب في لبنان.
الفتاة تبلغ الآن (31 عامًا)، قالت إنّه بعد عودة والدها الى المنزل، أصبح غريبًا عن زوجته وحصل إنفصال بينهما، كما كان منعزلاً، ينام كثيرًا ينسى، ما أثّر على ابنته التي أصيبت بكآبة لسنوات، دفعتها الى تعاطي المخدرات. وقالت إنّ والدها قدّم لها ساعة روليكس بعد تخرجها من جامعة نيويورك في محاولةٍ لإعادة العلاقات الى مجاريها، إلا أنّ ذلك لم يخرجها من أزمتها، فبدأت تتعاطى المخدرات بعد شهر فقط، وحاولت الانتحار 3 مرات إلى أن قررت المجيء الى لبنان، واكتشاف الحقيقة وراء ما حدث لوالدها.
وأضافت: "عام 2009، قررت أن أصبح صحافيّةـ قدمت الى لبنان، وهو البلد الذي ولدت فيه والدتي، وبدأت أبحث عن الأسباب حول أزمة الخطف التي مزّقت عائلتها"، وتابعت: "الدرب الذي اتبعته قادني الى مسؤول في حزب الله في إحدى المدن الجنوبية، وهو كان أحد خاطفي والدي. جلست معه في غرفة كانت تتواجد فيها زوجته وأطفاله. واجهته وجهًا لوجه".
وسردت ما حصل بالقول: "قرّرت الذهاب الى الشرق الأوسط لكن ما اكتشفته كان صادمًا ليس فقط عن حادثة خطف والدي، بل عن المكائد السياسية الدولية خلال فترة خطفه".
ولفتت الى أنّها أرادت المجيء الى سوريا العام الماضي لتغطية التطورات، لكنّ عميلاً في الاستخبارات الأميركية حذّرها من أنّ حياتها ستكون في خطر ، فتراجعت عن قرارها.
من جهته، قال والدها البالغ من العمر 69 عامًا والذي تقاعد عن العمل الآن: "من أبرز المشاكل التي واجهتني بعد عودتي الى المنزل كانت التواصل، لم أكن أستطع أن أعرب عن مشاعري كما ينبغي، وكانت ابنتي صغيرة في عالم متشابك ومخيف أيضًا". وأعرب عن إعجابه بعمل ابنته اليوم، قائلاً: "لقد قامت بأمور مميزة، وذهبت في رحلة خاصة جدًا الى لبنان، ونفذت عملاً صحافيًا مهمًا وهي الآن من أبرز الصحافيين الذين قابلتهم".
(nydailynews)